حلب – صفاء مصاص/
النقاش هو حوار بين طرفين يقدم فيه الجانبان وجهات نظر سواء متعارضة أو مؤيدة لتفاصيل الحوار ذاته وقد يكون هذا الحوار عبارة عن مواضيع جادة او ترفيهية وهو يأخذ هيكلاً محدداً إذ يمنح كل جانب وقتاً وحريةً للتحدث إما لصالح الموضوع المطروح أو ضده.
قد يأتيك الملل وأنت جالس بدون نقاش وعلى وجه الخصوص في هذه الفترة من الزمن التي تتسم بالكثير من الفراغ نظراً للأحوال الجوية القاسية والسائدة على مستوى البلاد والتي استدعت عطلاً قسرية لمختلف الجهات العاملة.
هنا تجد نفسك أمام وفرة من الطاقات المخزونة التي كانت من المفترض أنها تخرج عبر ممارسة العمل أو التنزه أو ماشابه ونظراً للظروف الراهنة أصبحت غير متاحة فيأتي هنا دور البديل والذي بدوره سيغنيك عن ترجمتها إلى أمور سلبية على أرض الواقع.
من البديهي هنا التفكير في أن البديل للترفيه وملأ الفراغ هو الهاتف الجوال لكن.. لا..عزيزي القارئ فلو فكرت لبرهة لوجدت أن هذا الخيار هو متاح أمامك يومياً وبكثرة وبشكل أصبح ممل ومقيت ومتجمد وأنت تحتاج إلى أن تتنفس أنت تحتاج إلى التغيير وممارسة شيء جديد خارج عن ما اعتدت ،طبعاً بغض النظر عن نوع النشاطات التي تمارسها أيضاً.
لذا عزيزي القارئ هل فكرت في التواصل و التفاعل شخصياً مع الأشخاص الذين تقضي معظم وقتك معهم كأن تبدأ مع أحدهم محادثة دون استخدام التقنيات وتكنولوجيا الشاشات،، باللجوء لحوار بسيط وشيّق بينكما يخدم الطرفين سواء بمناقشة حول موضوع مهم أو قضية تحتاج إلى إيجاد الحلول او طرحاً للعديد من الإستفسارات والإجابة عنها أو إغناء الحوار بمعلومات قيمة استفدت منها عبر سنين خبرتك في الحياة وتريد نقلها للطرف الآخر .
ماذا لو أنك تحدثت في موضوع الذكريات مثلاً
فهذا الموضوع يحمل في جعبته الكثير للنقاش ويعتبر من أجمل المواضيع القريبة للقلب والتي لا تُمل..أو أنك مثلاً تتطرق للحديث في سلبيات وإيجابيات أطراف النقاش وإيجاد الصفات المشتركة بينكم والعمل على اكتشاف الشخص الآخر وجهاً لوجه مع وجود حرارة نبرة الصوت وعلامات الوجه المتتابعة .
مواضيع عديدة ومفيدة يمكنك طرحها في عدة حوارات شخصية تجعلك مستمتعاً ومستفيداً في آنٍ معاً وتجعل من الوقت أقل وطأة عليك وأكثر استفادة من طاقاتك فالنقاش أو التحاور مع الآخرين يعتبر أهم عنصر من العناصر التي تخدم العامل النفسي لدى الإنسان وفقاً للدراسات الطبية والنفسية والتي بدورها تعود بالفائدة عليه كفرد وعلى المجتمع ككل عبر الرابط القوي الذي تنسجه من التناغم والتفاهم بين جميع الأطراف.
وبالتالي نستوقفك عزيزي القارئ ونطلب منك الإبتعاد قليلاً عن تكنولوجيا الشاشات والإلتفات قليلاً لسياسة الحوار المباشر وستلاحظ من خلالها قدرتك على التوافق مع الآخرين ومدى تواصلك وقربك من المحيطين بك.
Discussion about this post