عمان- ”رأي اليوم”:
يبدو أن سؤال المشهد السوري أصبح مطروحا وبقوة مع كثرة الافصاحات التي تصدر عن القوات المسلحة الأردنية في إطار التحدّث عن الاشتباك والتصدّي لمحاولات التسلل بقصد تهريب المخدرات إلى الأرض الأردنية.
أشرطة فيديو صدرت عن القوات المسلحة الأردنية وتركيز إعلامي شديد من الداخل والخارج إضافة إلى ظهور لرئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة عبر شاشة تلفزيون المملكة تحدّث فيه عن دور القوات المسلحة الباسلة في حماية التراب الأردني والتصدّي لما قال إنه محاولات تهريب مخدرات وأشياء أخرى.
لم يصدر تعريف لا عن الخصاونة ولا عن الحكومة والناطق الرسمي لعبارة الأشياء الأخرى والانطباع بدأ يتشكّل أن حالة الاسترخاء الأمني من الجانب السوري على الأقل أو من جانب المؤسسات السيادية والعسكرية السورية في المقابل بدات تتشكّل علامة سؤال وتقلق سياسيا وشعبيا الاردنيين وتؤدي إلى طرح تساؤلات لها علاقة بالجوانب الأمنية في حماية الحدود.
والأبعاد السياسية لامتناع القوات السورية عن مشاركة الاردن في محاولات التسلل عبر الحدود والتي تتخذ اليوم شكل الاصطدام والاحتكاك بالرصاص والنار المكثف والتعامل مع اسلحة و محاولات متعددة بعنوان اختراق الحدود نحو الاردن لا بل إصرار وخشونة من عصابات أو مجموعات مسلحة يصفها الناطقون الرسميون الاردنيون في العصابات المجرمة وليس الإرهابية خلافا للعادة.
الكثير من الأوساط الدبلوماسية والسفارات الغربية تبدو مهتمة بما يحصل على الواجهة الشمالية عند نقاط التماس بين الاردن وسوريا خصوصا بعد اعلان الجيش الاردني عن مقتل 27 مهربا سوريا مسلحا كانوا فيما يبدو يجهزون لوجستيا للتسلّل بشحنة مخدرات وصفت بأنها ضخمة عبر الأردن.
طبعا لا تفصح السلطات الأردنية عن الكثير من التفصيلات في هذا السياق.
لكن الانطباع متشكل مسبقا بأن الجيش الأردني يقوم بواجب الحماية في اتجاهين واشرطة الفيديو التي تسمح السلطات العسكرية ببثها لوسائل الاعلام تظهر قوات حرس الحدود وهي تناور في المنطقة الحرام الفاصلة تماما بين نقاط التماس على الحدود بين دولتين مما يؤشر ضمنيا على ان المجموعات المسلحة والتي تحترف التهريب بصرف النظر عن هويتها او عن اهدافها تبدو وهي تعمل بحالة استرخاء داخل الجزء السوري من نقاط التماس الحدودي حيث مخازن في جوف الأرض لتخزين كميات كبيرة من المخدرات والاسلحة والذخائر وحيث سيارات شبه عسكرية او ميليشياتية كما توصف تستخدم وحيث نطاق عملياتي لوجستي وخطط وخرائط لاغراض المهربين كما يفيد شهود عيان من المواطنين الاردنيين في البادية الشمالية.
وهو وضع يثير الاسئلة بحد ذاته وينتج عنه العودة للتساؤلات حول الصداع السوري بالنسبة للدولة الاردنية.
الجيش الاردني أصدر عدة بيانات أعلن فيها أنه سيضرب بيد من حديد وقناة العربية بثّت تقريرا اعادت نشره مواقع صحفية اردنيه مقربة من السلطات و بعنوان ان الاردن ابلغ الجانب السوري بأنه سيطلق النار على أي شخص يحاول الاقتراب بصفة غير شرعية من الحدود حيث اسلاك شائكة وحقول الغام وعمليات تركيب رغم الطقس السيء والعواصف الثلجية والرملية في المنطقة.
لسببٍ أو لآخر يبدو أن ما يحصل في جزء من الحدود الأردنية السورية بدأ يلفت أنظار الجميع.
Discussion about this post