حلب/ تقى الآغا
أعتقد أنّه لا وجود لعقابٍ على وجه هذه الأرض يمكن له أن يردّ حقّ آيات الرفاعي وكلّ المغدورات مثلها ..
شركاء الجريمة كثُر بدءًا من الأهل الذين كانوا على معرفةٍ بأمورٍ لا يمكن السكوت عنها ولم يفعلوا حيالها أيّ شيئ(كعدم علاج البنت عند تعرضها للحرق، ونقل اسطوانات الغاز حتّى أثناء حملها، التجويع وحرمانها من ابنتها .. وما خُفي كان أعظم ..)
مرورًا بجيرانٍ شاهدوا التعذيب عيانا أو سامعين وتعاملوا مع الأمر بطريقةِ أنّ الأمر لايخصّهم..
وآخرين برروا الحكاية بقول: (الله أعلم شو عاملة)
وانتهاءً بالزوج القاتل.
العنفُ المنزليّ شأنٌ عام وليس شأنًا عائليّاً فقط ..
فما حدث مع آيات الرفاعي ذات التسعة عشرة قهرًا، كفيلٌ بأن يعيد السؤال كما في كلّ مرّةٍ يتمّ فيها هتك حقّ الحياة وسلبه من أيّ امرأةٍ في هذا المجتمع، في كلّ مرّة يتم فيها تشويه ذاكرتنا الّتي من المفترض أن تُبنى بسلام، بأحداث أقلّ عنفًا وأقلّ وحشيّة ..
أين القانون الآن في أذهان العامة؟
اليوم عرفنا ضحيّةً، من بين الكثيرات اللواتي لا نعرف أسماءَهنّ، ولا نعرف إن كانت الضحيّة تخبر أحدًا بما كان يحدث أم لا، لكنّ الكثيرات فعَلن وأخبرن أهلهنّ، و أرى أنّ كلّ أمٍّ قالت لابنتها: “طولي بالك” هي شريكة بالجريمة، كل أخت قالت: “اصبري لأجل أولادك” هي شريكة، وكلّ مسلسل مرّ فيه مشهد تعنيفٍ زوجيّ أو أُسَريّ هو شريكٌ أيضًا..
تبنّوا قضيّة العنف المنزليّ اليوم، تضامنوا مع الضحايا والناجيات، فلا خير بصباحاتٍ أُخرى تتصدّرها نعوةٌ جديدة على الفيسبوك في مشهدٍ معروضٍ على العامّة ..
يجب أن تُكفّ أيدي المعنِّفين بالقانون والعرف والدين والمجتمع..
يجب أن يكفّ الحمقى عن الاغتيال المعنوي للنساء اللواتي تحاولن التغيير والتنبيه والتوعية.
Discussion about this post