اخبار سوريا والعالم -عبدالكريم العفيدلي
-حاول الفرنسيون بفترة احتلالهم لسوريا استمالة الكثير من رجالاتها بالعمالة لصالحهم، وركزوا بذلك على شيوخ العشائر وقدموا لهم الإغراءات المادية والمعنوية الا ان كل محاولاتهم باءت بالفشل فلجأوا لأساليب حقيرة من الضغط وعندما اصطدموا بحائط الصد العروبي أمعنوا في اعتقال الشيوخ ونفيهم الى الجزر البعيدة والحكم على بعضهم بالإعدام ومن هؤولاء الشيوخ الذين حكموا عليهم بالإعدام شيخ الوطنيين جميل المسلط الملحم رحمه الله الذي ساوموه على أن يقتطعوا له جزء من سوريا ويشكلوا له إمارة حكمها وراثي ب أبناءه لكنه رفض رفضا قاطعا، وقال مقولته المشهورة : (لو فصلت رؤوسنا عن أجسادنا لن تنفصل الجزيرة عن سوريا). فنقم عليه الفرنسيون وحكموا عليه بالإعدام وتم اعتقاله وتقرر اعدامه بالسرايا بأمر مباشر من (دنجليه) قائد الحامية العسكرية في قشلة ” الحسكة ” أنذاك ، الا أن أبناء الجزيرة الشرفاء من جميع الطوائف بلا استثناء هاجموا السرايا وكان بمقدمتهم البطل هواش الجميل.. وأبطلوا حكم الإعدام بحق الشيخ جميل.
ولأن الشعر هو المدون الحقيقي للتاريخ… فقد دونت هذه الحادثة بقصيدة للشاعر صلاح الندى من قبيلة العقيدات، ربما القصيدة طويلة الا اني لم أستطع الحصول الا على هذه الأبيات :
أمس طول الليل ماجاني منامي
اتفكّر، والحزن بادي عليّه
أذكر كرام العرب وأخص عمامي
اللي نسبهم من زبيد الحميرية
يوم أبوهواش جابوه للاعدامي
بالسرايا مانشد شنهي القضية
يخاطب دنجليه بزعول الكلامي
شاهد الله كانت الدنيا ضحوية
فات مثل الليث مايبدي اهتمامي
ابن ملحم صاحب الكف السخية
والبطل هواش خصو بالسلامي
فارس الميدان ماهاب السرية
يوم الفرنسي حدر والزعل طامي
والفشك مثل المزاين عالوطية
يهلهلن للفود ردعات الوشامي
لو ركب (هواش) فوق العبية.
Discussion about this post