لا تزال تداعيات دخول حركة طالبان العاصمة الأفغانية كابل، وسيطرتها على البلاد مستمرة، ويوماً بعد آخر تتكشف حكايات ومآسٍ عاشها الأفغان أثناء تلك السيطرة، وكان آخرها ما كشفته أشهر مُطربة أفغانية.. إريانا سعيد.
ونقلت وكالة رويترز عن المغنية الأفغانية الشهيرة قولها إنها تلقت مكالمة هاتفية تحذرها من سيطرة طالبان على البلاد ما دفعها لمغادرة البلاد يوم 15 أغسطس آب الماضي.
وأشارت سعيد إلى أنها ارتدت حجاباً شاملاً غطّت به جميع جسدها، أثناء محاولة الهروب بعد سيطرة الحركة، مؤكدةً أنّ حركة طالبان فرضت قيوداً وحشية على البلاد خلال فترة سيطرتها السابقة منذ 20 عاماً، حيث منعوا المرأة من التعليم أو الخروج للشارع، وفق تعبيرها.
ساعات الرعب
وكان “حسيب سعيد” خطيب إريانا، أوضح أنهما عاشا ساعات من الرعب لا توصف بعدما تأخرت رحلتهما التي كانت مقررة الأسبوع الماضي، والذي صادف نفس اليوم الذي سيطرت فيه طالبان على المطار.
وأكد سعيد أنهما وأثناء وجودهما هناك بدأ القصف وإطلاق الأعيرة النارية في كل مكان.
5 نقاط تفتيش
ولفتت الفنانة سعيد إلى أنها مرّت بـ 5 نقاط تفتيش تابعة لطالبان أثناء طريقها في ذاك اليوم إلى المطار، حينها كانت مرتدية الحجاب، ولم تكشف سوى عن عينيها فقط.
وأشارت إلى أنها اصطحبت معها ابن عم سعيد الأصغر ليتظاهروا وكأنهم أسرة تتجول في الشارع لعدم الإفصاح عن هوية المغنية الشهيرة.
وأعرب خطيبها عن رعب شديد عاشوه أثناء المرور، بينما أوقف أحدهم السيارة إلا أنه وفور رؤيته الصبي الصغير اعتقد أنهم أسرة تاهت في الطريق، فقال لهم: “اذهبوا بسرعة قبل أن يُقبض عليكم”.
“سيقتلونهم..”
وأضاف حسيب أنهم وفور وصولهم إلى المطار كانت القوات الأمريكية لا تزال تسيطر على بعض الأجواء، فشاهدهم رجل كندي وصاح في الجنود الأمريكيين قائلاً: “دعوه يمر فهو خطيب مغنية مشهورة وإذا تعرفت عليه طالبان سيقتلونهما فوراً”، ليُسمح لهم بالدخول فعلاً وتكفلوا بحمايتهم.
يشار إلى أن الثنائي استطاع بعد يومين متواصلين مغادرة كابل على متن طائرة عسكرية أمريكية هبطت بهم في قطر، ثم إلى الولايات المتحدة والتي يخططان لمغادرتها إلى تركيا عبر أمستردام في الأيام القليلة المقبلة.
وكانت حركة طالبان دخلت الأسبوع الماضي إلى العاصمة الأفغانية كابل وسيطرت عليها، فيما هبّ آلاف الأفغان إلى المطار سعياً للهروب من حكم الحركة.
Discussion about this post