دمشق – أدهم الطويل- إعلامي سوري
مرة اخرى ، وكالمتوقع ،هاهو الإعلام السوري، الحكومي وحتى معظم الخاص يقف في صف الحكومة ، في وقت يعيش البلد موجة غير مسبوقة من الغضب والتذمر والاستنكار ، وصلت حد الخروج إلى الشارع ، في بعض المناطق، بسبب واقع معيشي هو الاسوء في تاريخ السوريين، وهو قطعا خروج غير مجد على الاطلاق.
يقف الإعلام بشقيه ،موقف المتفرج ، لا بل المنحاز للحكومة ،حين يواصل بكل بلاهة تغطية نشاطاتها ” وإنجازاتها” ، وكذلك سعيها الخلبي لتحسين الوضع المعيشي.
نعلم إنه دور إعتاده إعلامنا ، ولايمكن فجأة التوقف عنه ،لانه اعلام ذليل اتبع نفسه منذ عقود للسلطة التنفيذية ، واشتغل لحساب تلميع صورتها ، تاركا دوره النبيل كسلطة رابعة.
سيقول قائل إذا كان الواقع كذلك ،ما المقام في هذا المقال؟
إن الأوضاع الاقتصادية شديدة السوء التي تعانيها سورية والسوريون، وانسداد الأفق داخليا وإقليميا أمام أي عمل أو فرصة لمعالجة هذه الاوضاع، يفرض على الحكومة وإداراتها اعلان الإستنفار العام لمواجهة هذه الأوضاع ، وقبل ذلك ضبط الأمور من كل النواحي ، وضمان عدم خروجها عن السيطرة، وتاليا منع دخول المتربصين بالوطن والمصطادين بالماء العكر وهم كثر كما تعلمون.
وهنا في هذا السياق المتوتر يأتي دور الإعلام في الطليعة؛ إذ عليه ورغم وضعه المهني البائس أن يخرج من جلده ويتحدى ذاته وإداراته الخشبية، والانحياز إلى الناس والانطلاق نحو التعاطي بطريقة مختلفة كليا مع الأوضاع المعيشية السيئة التي يعيشها السوريون.
نحن لا نتحدث هنا عن التحريض والندب وتقاذف المسؤوليات ، أو فتح الباب أمام العابثين للعودة إلى دورهم في العمالة وتخريب استقرار البلد الذي لم يتعاف ٓ بعد من شرور الإرهاب.
إننا نتحدث عن دور وطني شفاف وصادق وعالي المهنية لإعلامنا ، يقف اولا بوجه اؤلئك ، دور يخرجه من جلده ( الحكومي) شكلا ومضمونا ويقربه من هموم الناس وآمالهم، لايتجاهل ما تريد الحكومة قوله للناس، ولا يتعامى عن دور الخارج في الأزمة لكنه، وهنا الأهم ،يكشف حقيقة وحجم وتأثير الفساد الذي ينخر عظم البلد، الفساد الذي يشكل اهم سبب داخلي لما نحن فيه اليوم، ليس الفساد الاقتصادي والمالي والإداري فحسب ، بل كل الممارسات “الملشياوية” والتشبيحية والتسلطية التي اتسعت نتيجة اتساع الفساد وتكاثر رعاته الذين يمتصون دماء السوريين.
Discussion about this post