دمشق- اخبار سوريا والعالم
لا احد يستطيع ان يتنبأ بسعر سعر الصرف ، وسيستمر بالصعود، ، وسنسير من سيئء لأسوأ ، طالما بقيت المعالجات الحكومية نفسها، رغم ثبوت فشلها المتكرر ،واعتمادها على حلول غير اقتصادية ،جاء ذلك في تصريح للدكتور حسن حزوري الاستاذ بكلية بكلية اقتصاد – جامعة حلب لموقع اخبار سوريا والعالم .
واضاف طالما الوضع الراهن يخدم فئات قليلة جدا متحكمة في مفاصل الاقتصاد السوري، حيث تتراكم ثرواتها الحقيقي وتزيد مع كل تغير في سعر الصرف ، على حساب غالبية الشعب السوري.
وقال حذوري: لا يهمنا سعر الصرف ، ان ارتفع او انخفض ، بمقدار مايهمنا دوران عجلة الانتاج الحقيقي، وخاصة الزراعي والصناعي ، و توفر السلع والخدمات محليا، التي تشبع حاجة الناس ، فالإنتاج وحده هو القادر على وضع حد لتدهور القوة الشرائية لليرة السورية، وتحسين الوضع المعيشي .
وبين ان المنتجات الزراعية من خضار وفواكه التي تطرح يوميا في الأسواق ، لم تتأثر بسعر الصرف ، بل كثير من المنتجات الزراعية انخفضت أسعارها نتيجة غزارة الانتاج ، فلولا الفلاح والمزارع ، لمتنا جوعا ، ومع ذلك الحكومة ، لم تقدم للفلاح سوى الوعود الخلبية ، والدعم الخجول، ودعم على الورق ، ومافشل السياسات الزراعية للمحاصيل الاستراتيجية، كالقمح ، الا خير دليل على ذلك الفشل .
لذلك لو تساءلنا مرة أخرى ، ماهي أسباب من أوصلنا ، الى مانحن عليه ، وخاصة سعر الصرف .
بعض أهم الأسباب وليس كلها :
– فشل كبير في مجال معالجة السياسة النقدية والمالية ، واصدار قرارات تخالف كل مبادئ الاقتصاد ومبادئ اقتصاديات الحرب ، وأدوات السياسة النقدية ، ومنها على سبيل المثال التمويل عبر المنصة، التي اثبتت فشلها ، وأثبتت انها المسؤولة عن نسبة 50% من التضخم ، ومع ذلك يستمر التمسك بها لأنها تخدم افراد وشركات صرافة محددة وليس اقتصاد وطن ، وحتى مراسيم منع التعامل بغير الليرة السورية تحتاج الى تعديل، لأنها أضرت بالاقتصاد الوطني أكبر بكثير من فوائدها، ولم تحقق الاهداف التي صدرت من اجلها ، وإن تطبيق قرارات المصرف المركزي الاخيرة، حول السماح باخراج وادخال العملات ، تخالف مانصت عليه هذه المراسيم، ولذلك تحتاج الى تعديل ، ولاسيما مع عودة قسم هام من المغتربين لقضاء العطلة الصيفية في بلدهم .
– القرارات الصادرة عن المصرف المركزي ، بالزامية التعامل مع المصارف من جهة ، وتقييد ، حركة تنقل الأموال بين المدن ، وعمليات السحوبات البنكية اليومية ، أعاق النشاط الاقتصادي كما هو معلوم ، وأدى الى خلق حالة عدم الموثوقية بالايداع في البنوك ، باستثناء المضطر والملزم ، كحالات البيوع العقارية .. الخ.
– عدم الثقة بالمصارف السورية ، فمن لجأ لايداع ، عملة أجنبية ، خلال فترة الحرب ، لايستطيع سحبها ، وخير مثال على ذلك ودائع مصرف سورية الدولي الاسلامي ، وإن أراد ان يسحبها بالليرة السورية ، فهي تعاد بسعر نشرة المصارف 6532 ل.س ، أي بخسارة كبيرة جدا ، وحتى ليس بسعر نشرة الحوالات والصرافة 9200 مثلا،
– مصارفنا ، وخاصة المصارف الخاصة ، لم تعد مصارف تمويلية تساهم في دعم التنمية وتمويل المشاريع ، بل تحولت الى مصارف ريعية ، ارباحها ناتجها عن عمولات وسمسرة، كفرض رسوم على كل خدمة او عملية سحب او ايداع او توطين راتب ، حتى لو كانت حسابات جارية ، ولايوجد مصارف في العالم تفرض رسوم على السحب والايداع من الحسابات الجارية سوى المصارف السورية.
– تشجيع الصادرات هام لتأمين القطع الاجنبي ، رغم ان قسما من الصادرات الزراعية تكون على حساب الامن الغذائي وتتسبب في ارتفاع الاسعار ، ومع ذلك اعادة قيمة الصادرات بالسعر الرسمي وليس بسعر صرف الحوالات أو السعر الحقيقي ، يكبد المصدر خسارات كبيرة، تحد من التصدير.
– ضعف القدرة التنافسية للصادرات السورية ، نتيجة ضخامة التكاليف ، من حوامل طاقة ورسوم وضرائب مالية وتكاليف نقل مشروعة وقسم كبير منها غير مشروعة ، يساهم في زيادة التكاليف
– الترسيم بين مناطق السيطرة ومناطق خارج السيطرة ، لايقبل بالليرة السورية وإنما بالدولار ، مما يزيد الطلب على الدولار ، ويؤدي الى ارتفاع سعر الصرف.
– عدم استقرار سعر الصرف ، جعل المواطنين الذين يملكون سيولة بالليرة السورية ، والفعاليات المختلفة ايضا يلجؤون الى ملاذ آمن يحمي مدخراتهم أي الى الدولرة وشراء الذهب ، وهذا أدى الى زيادة الطلب على الدولار فأدى الى تسارع ارتفاع سعر الصرف ،
– كما ان تعقيدات الاستيراد من جهة ، والتدخل المشروع وغير المشروع للجمارك في الأسواق داخل المدن ، جعل من التاجر في نهاية كل يوم يستبدل ليراته السورية بذهب اودولار بدل ان يشتري بضائع بديلة.
– انتشار التهريب بشكل كبير، يزيد الطلب على الدولار ، وخاصة للبضائع التركية ، وعدم مكافحته على الحدود والمعابر ، والانتظار وحمايته حتى وصوله للمدن والأسواق، ثم مكافحته ، له نتائج سلبية أكبر بكثير من نتائجه الايجابية.
– عدم توفر المنافسة الحقيقية ، وتشجيع الاحتكار شبه المطلق ، من خلال وكالات حصرية ، لصالح أشخاص أو شركات احتكارية ، فلكل سلعة او مادة ، مستورد معروف ، لايسمح للآخرين بالدخول كمنافس حقيقي. يساهم في التضخم وارتفاع الاسعار .
بالنسبة لسعر الذهب في سورية، يرتبط بعاملين : أولا سعر الأونصة العالمي التي تسعر بالدولار من جهة وسعر صرف الدولار في السوق السوداء .
عندما يكون هناك ارتفاع في سعر الذهب العالمي ، حتى لو بقي سعر الصرف ثابتا ، فإن ذلك سيؤدي الى ارتفاع سعر غرام الذهب بالليرة السورية.
أما في حال انخفاض سعر الذهب عالميا، وكان سعر صرف الدولار مستقرا ، فإن ذلك يؤدي حتما الى انخفاض سعره في سورية ، ولكن عندما ينخفض سعر الذهب عالميا بنسبة أقل من نسبة ارتفاع سعر الصرف ، فهذا يعني ان السعر العالمي سينخفض مقيم بالدولار ، بينما سيرتفع سعر الغرام المقيم بالليرة السورية، والعكس صحيح.
لذلك لا يمكن ايقاف تدهور القوة الشرائية لليرة السورية ، وايقاف تدهور سعر الصرف لصالح الدولار الأمريكي والذهب ، مالم تتوفر النيات الطيبة والصادقة ، ، ومالم يتم معالجة الاسباب السابقة بموضوعية وشفافية ، بعيدا عن المصالح الشخصية والانانية والحيتانية ، ومالم يتم توفير الظروف المناسبة لدوران عجلة الانتاج ، وتأمين حوامل الطاقة مع الدعم الكامل للطاقة البديلة (الشمسية والريحية)، حينها فقط نستطيع وضع حد للتدهور ونعكس البوصلة بالاتجاه الصحيح.
.
Discussion about this post