دمشق- اخبار سوريا والعالم
في ظل الانفتاح العربي على سورية وبتنسيق من قبل المركز العربي لدراسات الأراضي الجافة والقاحلة زار سورية ثلاثة وزراء من” الأردن والعراق ولبنان ” وعقدوا اجتماعا مع وزير الزراعة السوري في فندق الداما روز بدمشق بحثوا فيه تحقيق التكامل الاقتصادي الزراعي على المستوى الإقليمي.
وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا قال خلال الافتتاح إلى أن الاجتماع يأتي استجابةً للتحديات، واعترافاً بأهمية التكتل الاقتصادي والتعاون، حيث سيتوج الجهود السابقة بتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الزراعي، والتي تعد نقطة بداية نحو مستقبل أفضل للدول المشاركة.
وأكد أن التعاون العربي أصبح ضرورة لاستعادة أمننا الغذائي واستثمار مواردنا وتطوير نظم الزراعة والغذاء والتجارة والتكيف مع تغيرات المناخ، مشيراً إلى ضرورة مراجعة ما يمكن اتخاذه من إجراءات سريعة فيما يتعلق بتعزيز التجارة الزراعية وتطوير الإدارة الزراعية وتحويل نظمها بين الدول الأربع.
وزير الزراعة الأردني المهندس خالد الحنيفات اشار الى أن العلاقة بين الأشقاء في سورية والعراق ولبنان والأردن هي علاقة اجتماعية ثقافية وتجارية وسياسية وزراعية راسخة وعابرة للأزمنة والحدود، مشيرا إلى أن الأخطار التي تتهددنا واحدة، وهي ناتجة عن التغير المناخي ، لافتاً إلى أن الأزمات أثرت بشكل مباشر على الأمن الغذائي في بلداننا، وعلى سلسلة الإمداد الزراعية والغذائية، وأدت إلى ارتفاع تكاليف العمليات اللوجستية من نقل وكلف شحن.
وزير الزراعة العراقي المهندس عباس جبر العلياوي أكد في كلمة له أن التكامل الزراعي بين بلداننا ضرورة لا مناص منها مع التحديات المتفاقمة للتغيرات المناخية والأزمات المتتالية، والتي أثرت على إمدادات الحبوب وأسعار المواد الغذائية.
وأضاف: “نحن مقبلون على تعزيز التبادل التجاري وتسهيل انسياب السلع الزراعية، ووضع أطر وتفاهمات من أجل تبادل الكفاءات وتطوير التعاون الفني في القطاعات الزراعية والحيوانية، كما أن الأمن الغذائي وتعزيز التكامل بين الدول سيكون له اهتمام وأولوية لتأمين المخزونات والإمدادات الغذائية في ظل الظروف الراهنة”، مؤكداً أن العراق سيكون داعماً للاستثمار الزراعي المشترك وتشجيع الإنتاج المحلي، وأنشأ شركات للتسويق الزراعي والتوجه نحو الزراعات غير التقليدية والتعاون بما يخدم التكامل الزراعي.
واكد وزير الزراعة اللبناني الدكتور عباس الحاج حسن أن أمننا الغذائي أولوية على كل ما عداه من ملفات، ولأننا نؤمن أننا أمة قادرة على صناعة المستقبل نحن هنا لنضع كل الإمكانيات في سبيل إنجاح هذا الجهد العربي المشترك.
وأضاف: إن تعزيز التبادل التجاري وتسهيل انسيابية المنتجات والسلع الزراعية والعمل على تحقيق التكامل هو أولوية، وإن تسهيل وصول المعلومات وتبادلها والخبرات المشتركة هي طموح نصبو إليه، مشيراً إلى أن التغير المناخي والاحتباس الحراري هم يؤرق العالم أجمع، ونحن جزء مركزي من هذا الكوكب وعلينا القيام بدورنا في هذا المجال.
مدير عام المركز العربي لدراسات الأراضي الجافة والقاحلة (أكساد) الدكتور نصر الدين العبيد أكد أن (أكساد) من المنسقين الرئيسيين لهذه الاجتماعات ضمن إطار مهامها بتنسيق الجهود بين كل الدول العربية في المجال الزراعي، مبيناً أن هذا الاجتماع تتويج للاجتماعات السابقة لتوقيع مذكرة تفاهم بين الدول الأربع لتعزيز التبادل التجاري، وانسياب السلع الزراعية، وبناء القدرات والانطلاقة لضم جميع الدول العربية من أجل تحقيق أمننا الغذائي والمائي، وهي ستنعكس في الحد من التغيرات المناخية وتحسين دخل المواطن والفلاح في الدول الأربع، وخاصة بالنسبة لإنتاج المحاصيل الرئيسية.
وفي مداخلة عبر الإنترنت، قال المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والمدير الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا عبد الحكيم الواعر: إن هذه الاجتماعات بدأت تبلور استراتيجية واضحة لهذا الإقليم في التعامل مع تحديات الأمن الغذائي، مبيناً أن ما
تقوم به منظمة الأغذية والزراعة ممثلة بمكتبها الإقليمي محاولة لمساعدة هذا التجمع الرباعي لمعالجة قضية الأمن الغذائي بشكل مستدام، ودعم كل المقترحات والأبحاث والأفكار.
ولفت الواعر إلى أن المكتب الإقليمي للفاو قام بإنشاء شبكة لدعم التجارة البينية يشارك فيها العديد من المختصين من وزارات الزراعة ومن قطاعات التجارة والاستثمار والدعم في الدول العربية كاملة، وسيتم توجيه هذه الشبكة للنظر في مساعدة هذه الدول لتحقيق الأمن الغذائي، إضافة لما تقوم به المنظمة من مساعدة الدول في القضاء على الآفات والأمراض العابرة للحدود.
وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد سامر الخليل قال في تصريح للصحفيين: إن اللقاء فرصة للدول الأربع لإيجاد تعاون لتأمين المواد ضمن روزنامة زراعية بما يحقق مصالح كل منها، وهو مسألة مهمة، حيث إن تأمين المنتجات الضرورية من الدول المجاورة هو أقل تكلفة من دول بعيدة وتكاليف الشحن المرتفعة.
رئيس اتحاد الغرف الزراعية السورية محمد كشتو أكد أن هذا التكامل سينعكس
على المدى الاستراتيجي والمتوسط، وهو عمل مهم لتعزيز الإنتاج الزراعي في ظل أزمة نقص الغذاء العالمية، وبنجاحه سيتسع ليشمل دولا أخرى للوصول إلى آلية مشتركة لتعزيز الإنتاج وجودة المنتجات وخلق جو من التعاون المشترك بين الدول الأربع مبدئياً.
وعلى هامش اللقاء اجتمعت الفرق الفنية لأعضاء الوفود بحضور ممثلي المنظمات، وناقشت في جلسات حوارية أنظمة الحجر الصحي النباتي والبيطري المتبعة في الدول الأربع، وسبل تعزيز التجارة البينية وتجارة الترانزيت لجعل التجارة في خدمة الأمن الغذائي والتغذية، وتعزيز أطر التعاون لمواجهة تحديات المناخ وتدهور الأراضي ولتحسين الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي في الدول الأربع.
حضر الاجتماع كل من وزراء التجارة الداخلية وحماية المستهلك والموارد المائية والمالية وأعضاء مجلس الشعب ورئيس هيئة التخطيط الدولي ورؤساء اتحادات محلية وعربية وهيئات ومنظمات.
Discussion about this post