كان أحد أحلام المهندس “عمار خيربك” حين كان في بلده سوريا هو القيام بمشاريع حقيقية مع مؤسسات الدولة. بمساعدة طلاب الهندسة المعلوماتية في جامعة دمشق. وبالفعل استطاع تحقيق هذا الحلم لكن في فرنسا حيث توفرت له العوامل الأساسية لنجاح مشروعه وحلمه.
فكتب “خيربك” عبر فيسبوك، أنه تم تعيينه من قبل إدارة المدرسة المتواجد بها للإشراف على مشروع تخرّج هندسي لعشرة طلاب. كحالة استثنائية نظراً لأهمية المشروع استراتيجيًا لها.
فالمشروع وفق ماقال “خيربك” يستهدف تجمع 7 بلديات في مدينة “باريس”، تضم 39% من مساحتها غابات، و22 ألف شركة. و40% منها في مجال الديجتال، إضافة إلى29 محطّة قطار ومترو.
وتابع “خيربك” في توضيح تفاصيل المشروع أنه ومن خلاله سيتم عقد شراكة بحثية مع GPSO لتمويل مشاريع ماجستير. ودكتوراه في المدرسة لصالحهم، وضمن الكرسي البحثية التي يديرها وهي “الديجتال والمواطنة”، والمساهمة في خلق مواطن بيئي، كبداية لانطلاق في مشروع معلن لهم، يجب تحقيقه قبل عام 2050.
وأشار “خيربك” للتسهيلات التي قدّموها لهم لإتمامه، سواء مباشرة مشروعهم للبيانات المفتوحة، وخلق جو تفاعلي والربط . مع أجهزة محمولة على خرائط تفصيلية، مثل حالة حاويات القمامة بالشوارع ومواقعهم وأوقات تفريغها، وكذلك الحدائق وغيرها.
انتهى اجتهاد الغربة عند “خيربك” هنا، لتبدأ ذاكرته باستحضار العثرات التي صادفها عند مساعيه في بلاده. لتحقيق أحلامه التي ناضل في سبيلها ليؤكد للطلاب وللدولة أهمية المعلوماتية، وضرورة ربط الجامعة بحاجات المجتمع والدولة.
إلا أن الفشل كان العنوان العريض، تخلّله عدد من المواقف المضحكة التي وصفها “خيربك” بالمضحك المبكي ومنها، موقف وزارة الصحة. المشجع بدايةً حين أعطتهم إمكانية الوصول إلى مليون تسجيلة، إلا أن التدقيق أثبت صلاحية ثلاث منها فقط. وبدورها شاركت وزارة الثقافة بالدعم لأرشفة القطع الأثريّة في المتحف الوطني، بينما عممت المديريّة العامة للآثار أسماء الطلاب على المداخل لمنعهم من الدخول.
لتأتي قصة “خيربك” تلخيصاً لمعنى الاغتراب الحقيقي، الذي يعيشه الطموح الساعي لتطوير مشاريع “الواق واق” حسب وصفه. لتقوم دولة أخرى بمساعدته لتنفيذها بكل سهولة “على الجاهز المريح وشبه مجاني”.
Discussion about this post