الحلقة : الخامسة والعشرين
أحبك .. هكذا نويت
تخطفك بيروت مني الليلة .. وتسحب دمشق مني جواز السفر !!
فأترك وجهي للريح الباردة .. وأمد ذراعي في ليل الشام أبحث بين دروبها عن وجه قديم ضاع مني ..
أنت في بيروت .. ودمشق هاجعة كمقبرة
وحدي كنت أطوف بين ليلها كمن تبحث عن صدف في الصحراء
كنت أفتش عن طعمك في فصل صار فيه طعمك جوز الهند الوحيد أمامي في غابة هذا العصر الصعب ..
دفاتري القديمة تكدست واحداً، واحداً على طاولتي ..
خرجت من أدراجي تعرض علي الحب بلا مقابل
وجدتها باهتة صفراء كسحنة رجل استهلك عافيته، وانطفأت فيه حرارة الحياة
كان هنالك شيء جميل لا أستطيع وصفه يمرغ جناحين ناعمين في صدري.. فارتعش بدفء لا أعرف من أين يجيء كلما خطر لي أني انتظرك فأتجمع حول نفسي كطفلة تنتظر رجوع طائرة من الورق أطلقتها في السماء ولم تعد.
ليلة وحدة يغلق فيها كوخك بابه في وجهي
فأتسلل من النافذة كشمعة ترتعد في عتمة الليل
آوي إلى سريرك .. أفرش منامتك عليه واضع على الوسادة صورتك الجميلة .. وأوراقك المبعثرة .. ثم أغمض عيني وأسالك بشوق أين أنت
تضحك من قلقي قطتي السوداء الصغيرة، وتقفز إلى حضني تخبرني عنك قصصاً بلغة لا يفهمها غيري !!
ثم تغيم عيناها بالوحشة .. هي الأخرى تنتظر عودتك لتنعم بالدفء والحنان في برد هذا الشتاء !!
هاتفك صار يعرف رعشة أصابعي على الطرف الآخر وأنا أدير أرقامه بحثاً عنك
صار ينصب إلى نبرة صوتي ، ويتململ بحثاً عن لغة يخبرني فيها أنك ستعود مع أول قافلة من المطر تجتاز بين بيروت ودمشق .
تخطفك بيروت مني الليلة .. وتسحب دمشق مني جواز السفر
فأترك وجهي للرياح الباردة
هي الريح، تمتص حزني
وتسكبه فرحاً بين عينيك
أحبك
هكذا نويت
وهكذا تحتكر اليوم في وجهي، كل الاتجاهات ..
إغراء
Discussion about this post