نبيه البرجي
أمّا وقد أصبحنا بين فالق الأناضول وفالق اليمونة، لندخل في دوامة الزلازل، الى أين تمضي بنا الفوالق السياسية، وقد بات الصراع على التشكيل الجيولوجي، وليس فقط على التكوين السياسي، للدولة في لبنان؟
كل طرف له قراءته للمشهد. غالباً القراءة العرجاء. هناك من برصد، ربما بعيني الذبابة، المسارات الدولية، والاقليمية، الراهنة. توقعات هؤلاء أن تفضي المسارات الى تغيرات دراماتيكية في المعادلات، وربما في الخرائط.
ما علينا سوى العودة الى بيرسي كوكس (اليهودي أيضاً) الذي عهدت اليه الحكومة البريطانية رسم خرائط الشرق الأوسط عقب سقوط السلطنة العثمانية، وكيف نظر الى شعوب المنطقة من جنوب بحر قزوين الى شرق البحر المتوسط. حطب بشري في لعبة الاستراتيجيات الكبرى.
استطلعنا آراء بعض الساسة البعيدين، بشكل أو بآخر، عن “ثقافة الضوضاء” (اذا شئتم… ثقافة التفاهة). ثمة من قال ان “ما من قضية الآن أكثر أهمية من بقاء لبنان. واذ ندرك حق “حزب الله” في أن يكون على جانب كبير من الحذر بسبب التقاطع بين سيناريوات الداخل وسيناريوات الخارج، والتي تستهدفه تحديداً، لا بد من التساؤل أي مقاومة اذا ما تفكك، أو اذا ما انفجر، لبنان، بوجود اتجاه لتحويله الى ضاحية للهيكل؟”.
“من الطبيعي للحزب أن يتمسك ـ والعالم (والمنطقة) عند مفترق وينذر بأخطار جمّة ـ بمرشحه سليمان فرنجية كونه ينتمي, تاريخياً، الى الخط اياه. لكن انتخاب “سليمان بيك” يبدو مستحيلاً، وقد بات معلوماً ما هو موقف دول عربية فاعلة، وأيضاً جهات أميركية ناشطة داخل الاستبلشمانت، من رئيس تيار المردة”.
سؤال أحدهم… “ولكن هل الحل بذلك الرقص العبثي داخل الفراغ الذي قد يفتح الباب أمام صدامات دموية، اذا ما أخذنا بالاعتبار ما يجول في رؤوس أولئك الأبالسة الذين يحكمون اسرائيل الآن، والذين يدفعهم جنونهم التوراتي الى ازالة أي أثر للفلسطينيين على أرض فلسطين؟”.
رأي آخر “ما نستشفه من مواقف لنواب من “حزب الله” أن الحزب مستعد للحوار مع من “يعاديه”. بطبيعة الحال المقصود “القوات اللبنانية” التي نستغرب طريقة تعاملها، من وراء المتاريس، مع أي طرح يتعلق بالبحث عن مخرج من المأزق السياسي، والدستوري، الراهن”!
يضيف “واضح ما في رأس سمير جعجع، ان حول الاحتمالات الداخلية أو حول الاحتمالات الخارجية. لا نستبعد أن يكون ينتظر من جبران باسيل الذهاب، سيراً على الأقدام، الى معراب لاعلان دعمه له في رئاسة الجمهورية، وبعدما أصبحت قضية جبران باسيل هي جبران
باسيل، دون أن يكون ممكناً أن يحمله “حزب الله” على كتفيه، مثلما حمل الجنرال، الى القصر”.
نصيحة آخر الى قائد “القوات” ألاً يراهن على الهباء. “هنا في هذه المنطقة، لا أحد يدري كيف تلعب الرياح. الكرسي الرئاسي هو الكرسي الكهربائي ولو كان من يشغله الاسكندر ذو القرنين. ثمة عوامل ندركها جيداً لاحترافه الهجوم اليومي على “حزب الله”. عساه يقول لنا ما كانت نتيجة ذلك سوى الدوران في الحلقة المفرغة ؟”.
نصيحة أخرى الى ميشال معوض كفاك احتراق. بعد أشهر على ترشيحك التكتيكي هل فرضت نفسك كمرشح لكل اللبنانيين بدلاً من ذلك الاجترار العبثي للمواقف؟
ماذا عن اشهار السلاح في وجه سلاح “حزب الله”، كشعار للصراع؟ ” كلام للاستهلاك. واذا كان هناك من يدعو الى الاستراتيجية الدفاعية، هل نتصور أن الذين عجزوا عن وضع استراتيجية للكهرباء يمكن أن يضعوا استراتيجية على هذا المستوى من الحساسية ؟. هذا اذا أغفلنا الوضع المأسوي للمؤسسة العسكرية”…
رأي يقول “المشكلة أن هناك من يأخذ بتأكيدات من يدّعون أنهم “اللوبي اللبناني” في أميركا حول الموعد الوشيك لخلع الخط الأزرق، وفتح الأبواب مع اسرائيل، وحيث… مستقبل لبنان”!!
يكاد الكل يجمع على أن الحوار الداخلي، وان كانت دونه عقبات كأداء، السبيل الوحيد للحد من الانهيار. مواقف ايمانويل ماكرون لم تترك له موطئ قدم في لبنان. لقاء باريس لم يكن أكثر من فقاعة. اما الحوار أو الزلزال سواء أتى من فالق الأناضول أو من فالق اليمونة. الفوالق السياسية، والطائفية، لا تقل هولاً”…
الديار
Discussion about this post