الحلقة التاسعة عشرة
سأحدثك عن لعبة
موت الرجال والنساء
اليوم سأحدثك عن الحرب !!
عن موت الرجال !!
ولعبة الرجال مع الموت
اليوم سأحدثك عن الحرب !!
عن موت النساء !!
ولعبة النساء مع الموت !!
سأحدثك عن هضبة رمادية يتناوب عليها الموت والحياة هذه الأيام حراساً للبشر!!
للبشر المتصارعين حول مزارع التفاح والكرز وأجساد النساء !!
أنا وأنت بين وهؤلاء جميعاً .. أنا بعنادي وشجاعتي وإصراري.. وأنت بخوفك وتوجسك وتسرعك !!
هكذا نجتمع متناقضين حتى أمام لعبة الموت والحياة !!
أنا أقبل عرض الموت .. وأستضيفه في بيتي !! ثم نتحاور ..
أجعله يعدل عن رأيه .. أو يقنعني بضرورة الموت !!
فإذا لم نصل إلى اتفاق ..
نتبارز .. اقتله .. أو يقتلني !!
وأنت تتجمع حول نفسك … رجلاً من هذا الشرق الموجع ..
يغتال القلق وعيك .. ويدمر الخوف خيمة الأمام في صدرك المزروع بالشك والظنون !!
***
كيف يموت الناس ؟!
وكيف يختارون الموت والعالم خلفهم فترينات ملونة يختلط فيها الضوء بتماثيل العرائس المبهرجة .. وكل متع الحياة الزائفة !!
هو الموت ، بداية الأحزان .. خاتمة الأفراح .. هو الموت .. خاتمة كل شيء .. والحياة نهر من الخضرة والماء تزهر كل يوم رؤى جديدة … وتورق فرحاً وخبزاً للبيوت الفقيرة ..
كيف يموت الناس ؟؟!!
ولماذا يختارون الموت ؟؟!!
ظني أن أكبر هزيمة يخافها الموت … أن يصبح اختياراً !!
أن تمتد إليه قبضة ما تشده من رقبته .. وتدعوه للنزال !!
ستضحك ساخراً .. ولن تصدقني .. فكلانا لم يجرب المحاولة !!
اليوم سأحاول ..
ها أنذا انتظر مروره على حافة شرفتي ، لابساً قبعة إخفاء ..
أعرفه من وقع خطاه .. فللموت خطى لا يخطئ وقعها السمع ..
سوف استقبله بحرارة .. وأقدم له القهوة المرة .. ونشرب نخب لقائنا معاً … ثم نبدأ تصفية الحساب !!
قد تصرخ في وجهي لماذا ؟؟!
ببساطة .. لأن إنسان هذا الوطن أدمن الموت غفلة !!
عمره لم يقابل الموت وجهاً لوجه !!
يموت كل ليلة ألف مرة … وهو يظن أنه يقيم خطاً دفاعياً في وجه الموت لا تخترقه القنابل !!
حبيبي ..
الموت ضيف البشر جميعاً هذه الأيام ، على الهضبة الرمادية التي يفترض أن نلتقي فوقها كلما مزقنا الشوق .. ودمرنا الحنين .. فوق تلك الهضبة الرمادية سأنتظرك بكل شوقي وعنادي وشجاعتي ولهفتي وصبري..
وستأتي حتماً بكل خوفك وتوجسك وقلقك وضياعك وترددك!!
لا بأس …
دعني أولاً أبدأ المحاولة …
***
ليس في العالم أروع منك اليوم إلى جانبي ..
رجلاً يقسم العالم بيني وبين الموت .. يعطيني نصفاً ..
ويعطي الموت نصفاً ..
بك أصبح بندقية لا تخطئ مقتلاً في رئة العالم المدجن !!
لكن ولعك بمطاردة العصافير في الحدائق العامة يخذل ساعدي ويشده إلى جذع يابس في غابة يضيع فيها كل شيء ..
كيف يموت الناس ؟؟!! ولماذا ؟؟
أن أكبر هزيمة يخافها الموت .. أن يصبح اختياراً .. أن تمتد إليه قبضة ما تشده من رقبته … وتدعوه للنزال !!
اليوم سأحاول ..
ستضحك ساخراً .. ولن تصدقني .. فكلانا لم يجرب المحاولة …
لا بأس …
دعني أولاً أبداً المحاولة ….
بقلم إغراء
Discussion about this post