ارتفاع وتيرة التوتر في شمال وشرق سورية بفعل التهديدات التركية، قابله موقف رافض من الولايات المتحدة الأمريكية لأي من الخيارات التي طرحت على شريكتها “قوات سورية الديمقراطية”، على الأرض، حيث تكشف مصادر كردية لـ “وكالة أنباء آسيا”، عن الشروط التي طرحت على قسد من قبل الوسيط الروسي، والتي تضمنت أولاً تسليم بلدات “عين عيسى”، بريف الرقة و”منبج”، بريف حلب الشرقي، للحكومة السورية، وترك محيط بلدة “عين عرب – كوباني”، تحت حماية القوات السورية فقط.
المصادر تكشف أيضا عن بنود اقتصادية، على رأسها تسليم ٥٠ بالمئة من انتاج الحقول النفطية شرق القامشلي (رميلان – السويدية)، للحكومك السورية بدون شروط، على أن يتفق على بيع قسد لبقية الانتاج للحكومة السورية حصراً، الأمر الذي رفضته قسد بدفع من القوات الأمريكية التي تحاول ممارسة ضغوط غير مباشرة على الجانب التركي لدفعه للتخلي عن خيار التقدم البري في الداخل السوري.
المعلومات التي تحدثت عن عودة الدوريات الأمريكية المشتركة مع قسد لم تكن دقيقة وفقا لتأكيد مصادر “وكالة انباء آسيا”، إذ لم تتوقف الدوريات المشتركة بينهما قبلاً وإنما تم خفض عددها لخمس دوريات إسبوعياً، ومسار الدوريات المشتركة لم يكن ضمن مناطق خطوط التماس بين “قسد”، والقوات التركية، وإنما هي دوريات محصورة أساساً في محيط المناطق النفطية التي تتواجد فيها القوات الأمريكية.
ما تعاني منه قسد حالياً هو قلة الموارد المالية بعد اضطرارها لوقف استجرار وبيع النفط والغاز الطبيعي من الحقول الواقعة شرق القامشلي، كما إنها وبقرار أمريكي كانت قد اوقفت العمل بخط الغاز الذي ينقل انتاج حقول “السويدية – الجبسة – كونيكو”، باتجاه مصفاة حمص، الأمر الذي أثر سلباً أيضا على قدرة الحكومة السورية على إنتاج الكهرباء بكون غالبية محطات التوليد تعمل بالغاز الطبيعي.
ميدانياً، بلغ عدد عمليات الطيرن المسير التركي خلال الاسبوعين الماضيين ٣٦ عملية، كنا استهدف عدد كبير من القرى والنقاط التابعة لـ قسد شمال محافظتي الرقة والحسكة، في حين أن القصف التركي يركز على النقاط المشتركة بين قسد والجيش السوري في محيط عين العرب ومنبج وتل رفعت في ريف حلب، والأمر وفقا لتوصيف المصادر الميدانية بهدف الضغط على دمشق لتوقف العمل بالاتفاق مع قسد وتسحب قواتها من خطوط التماس، ليكون الطريق مفتوحا أمام القوات التركية للتقدم على حساب قسد دون وجود أي احتمال لحدوث صدام ميداني مع القوات السورية، الأمر الذي إن حدث سيدفع بالمعركة لمستو مختلف ولا تريده تركيا، حيث سيكون للدفاعات الجوية السورية دورها في مثل هذه المعركة وبالتالي حدوث خسائر في سلاح الجو التركي الذي يعتبر أن عملياته في شمال سوري سهلة وبمخاطر تساوي صفر.
تشكل عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي نقطة حيوية لتقاطع طرق اساسية بالنسبة لـ قسد، وإذ ما سقطت هذه البلدة باليد التركية، فإن ذلك سيعني حصار كامل لـ “عين العرب – كوباني”، وعزل لنقاط قسد في “منبج – تل رفعت”، الواقعتين غرب الفرات عن بقية المناطق التي تسيطر عليها الفصائل الكردية، ولهذا الاحتمال تبعات اقتصادية بالضرورة قد تدفع قسد لتقديم تنازلات لا ترغب بها لـ دمشق.
تقول مصادر وكالة أنباء آسيا عن شخصيات مقربة من قائد قوات سورية الديمقراطية مظلوم عبدي ان الرأي الأمريكي يقول بأن خسارة بعض المناطق في معركة لن تطول مع تركيا، افضل من خسارة مساحات اوسع ومدن وحقول نفط حيوية لصالح دمشق بدون قتال، ولهذا السبب رفضت وسترفض قسد اي مقترح روسي يقدم لها لتجنب المعركة مع تركيا، فيما يبدو إجلاء المواطنين والموظفين الامريكيين من شمال سورية، مع إعلان تعليق العمليات المستركة مع قسد ضد خلايا داعش، تعني بالضرورة ضوء أخضر من واشنطن لـ أنقرة لتبدأ عمليتها الجديدة في سورية.
وكالة أنباء آسيا
Discussion about this post