اعتبرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الخميس أن الغزو الروسي لأوكرانيا يسلط الضوء على “تهديدات خطيرة” تشكلها موسكو، لكنها أكدت أن الصين تمثل التحدي “الأساسي” للولايات المتحدة.
التهديدات هي في الوقت نفسه تقليدية – عدوان موسكو تجاه جيرانها وجهود بكين للسيطرة على تايوان – ونووية مع امتلاك روسيا ترسانة واسعة النطاق ونمو مخزونات الصين من الأسلحة الذرية بسرعة.
وسلط وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الضوء على التحديات المختلفة التي تطرحها الصين وروسيا عند كشفه النقاب عن النسخ غير السرية لثلاث وثائق استراتيجية عسكرية.
قال أوستن إن الصين “هي المنافس الوحيد الذي له رغبة في إعادة تشكيل النظام الدولي، والقدرة على القيام بذلك بشكل متزايد”.
واعتبر أنه “على عكس الصين، لا تستطيع روسيا تحدي الولايات المتحدة بشكل منهجي على المدى الطويل. لكن العدوان الروسي يشكل تهديدا فوريا وحادا”.
بالمثل، تركز إستراتيجية الدفاع الوطني الصادرة الخميس بشكل أساسي على الصين.
وجاء في وثيقة الاستراتيجية أن بكين تسعى “لإعادة تشكيل منطقة المحيطين الهندي والهادئ والنظام الدولي لتناسب مصالحها وخياراتها التسلطيّة”، مضيفة أنها “تمثل التحدي الأساسي والأكثر منهجية للأمن القومي للولايات المتحدة”.
وترى الإستراتيجية أن خطاب الصين و”مساعيها القسرية” تجاه تايوان التي تعهدت بكين السيطرة عليها بالقوة إذا لزم الأمر، عامل زعزعة للاستقرار يؤدي الى حصول تقديرات خاطئة ويهدد السلام في المنطقة.
واعتبرت الإستراتيجية أن “التهديدات الخطيرة” التي تشكلها موسكو “ظهرت مؤخرا من خلال الغزو الروسي الإضافي غير المبرر لأوكرانيا”.
– “التهديد الناشئ” لتغيّر المناخ –
وأكدت الوثيقة أن وزارة الدفاع “ستدعم… الردع القوي للعدوان الروسي ضد المصالح القومية الحيوية للولايات المتحدة، بما في ذلك ضد حلفائنا في المعاهدة” المؤسسة لحلف شمال الأطلسي.
خلافا لاستراتيجية الدفاع الوطني السابقة التي صدرت خلال رئاسة دونالد ترامب، تصنّف الوثيقة الجديدة تغير المناخ على أنه “تهديد ناشئ”.
ويشدد النص على أن الولايات المتحدة “ستدمج تغير المناخ في تقييمات التهديدات”، فضلا عن زيادة “مرونة المنشآت العسكرية” وأخذ “الظروف المناخية المتطرفة” في الاعتبار في القرارات المتعلقة بتدريب القوات المسلحة وتجهيزها.
وفي تقرير محدث عن الوضع النووي للولايات المتحدة صدر بالتوازي مع استراتيجية الدفاع الوطني، أكد البنتاغون أن هدف ترسانته النووية هو ردع الهجمات النووية وغير النووية الأجنبية التي لها تداعيات استراتيجية.
وقال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية للصحافيين “يشمل ذلك استخدام السلاح النووي، مهما كانت قوته، كما يشمل الهجمات الاستراتيجية الكبيرة جداً باستخدام وسائل غير نووية”.
تؤكد مراجعة الوضع النووي أن ترسانة الصين النووية آخذة في النمو، لكنها تلفت إلى إن ترسانة روسيا أكثر اتساعا حاليا.
– تحذير كوريا الشمالية –
وتقول الوثيقة إنه “بحلول الثلاثينات من القرن الحالي، ستواجه الولايات المتحدة، لأول مرة في تاريخها، قوتين نوويتين رئيسيتين كمنافسين استراتيجيين وخصمين محتملين”.
وتشدد على أهمية تحديث الأصول الاستراتيجية الأميركية، مع إلغاء برنامج صواريخ كروز النووية التي تطلق من الغواصات والتخلي عن طراز من القنابل النووية القديمة.
تحتوي الوثيقة أيضا على تحذير صارم لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون من استخدام ترسانة بلاده النووية المتنامية.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن “أي هجوم نووي من جانب كوريا الشمالية ضد الولايات المتحدة أو حلفائها وشركائها سيكون مرفوضا وسيؤدي الى نهاية هذا النظام. ليس هناك أي سيناريو يستطيع نظام كيم ان يستخدم فيه أسلحة نووية ويبقى”.
كما يشير تقرير الدفاع الصاروخي الصادر الخميس أيضا، إلى التهديدات المتزايدة من الصين وروسيا.
تعمل بكين على سدّ الفجوة مع واشنطن في ما يتعلق بتكنولوجيا الصواريخ البالستية والفرط صوتية، بينما تعكف موسكو على تحديث أنظمة صواريخها العابرة للقارات وتطوير صواريخ دقيقة متقدمة.
وتقول الوثيقة إن الطائرات المسيّرة التي تستخدمها روسيا لضرب مدن في أوكرانيا وبنيتها التحتية للطاقة، تشكل أيضا تهديدا من المرجح أن يتزايد.
في غضون ذلك، قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجهة نظر مختلفة حول البيئة الاستراتيجية الدولية الخميس، قائلا إن موسكو تحاول “الدفاع عن حقها في الوجود” في مواجهة الجهود الغربية “لتدمير” بلاده.
وأضاف بوتين “نحن عند لحظة تاريخية. نحن بلا شك نواجه العقد الأكثر خطورة، الأكثر أهمية… منذ نهاية الحرب العالمية الثانية”.
Discussion about this post