أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا الجمعة أنهم يعملون على تحويل مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا إلى “حصن” فيما تواصل روسيا إجلاء السكان منها بمواجهة تقدم قوات كييف.
واتهم نائب مسؤول منطقة خيرسون الذي عينته روسيا كيريل ستريموسوف الجمعة القوات الأوكرانية بقتل أربعة أشخاص بقصف جسر أنتونوفسكي على نهر دنيبر والذي يستخدم لعمليات الإجلاء.
وأضاف على تلغرام أن “مدينة خيرسون، مثل حصن، تعد دفاعاتها”.
وبث التلفزيون الروسي صورا لسيارة متضررة وازدحام مروري للمركبات التي تنتظر عبور النهر.
وسرعان ما نفى الجيش الأوكراني استهداف المدنيين. وقالت المتحدثة باسم ناتاليا غومينيوك “نحن لا نقصف البنى التحتية الأساسية، ولا نقصف البلدات المسالمة والسكان المحليين”.
وحضت القوات الموالية لروسيا المدنيين على الانتقال إلى الضفة اليسرى لنهر دنيبر بينما تشن القوات الأوكرانية هجومًا مضادًا في منطقة خيرسون التي ضمتها موسكو مؤخرًا. وتخطط الإدارة الموالية لروسيا لإجلاء ما بين 50 و60 ألف شخص في غضون أيام قليلة.
وانتقد سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف الأربعاء “الإعداد للترحيل الجماعي للسكان الأوكرانيين” إلى روسيا “من أجل تغيير المكون السكاني للأراضي المحتلة”.
وأكدت كييف الجمعة أن قواتها استعادت حتى الآن 88 بلدة في خيرسون.
وأشاد الرئيس الأوكراني الجمعة بـ”نتائج جيدة” يحققها جيش بلاده في مواجهة القوات الروسية في منطقة خيرسون. وقال زيلينسكي في مقطع مصور “شكرا أيضا لجنود لواء المشاة الستين الذي تحقق وحداته نتائج جيدة في منطقة خيرسون”، معلنا الاستيلاء على أكثر من ثلاثين عربة مصفحة وألف مقذوف للدبابات وثلاث قطع مدفعية.
من جهة ثانية اتهم زيلينسكي روسيا الجمعة بـ”تعمّد” تأخير عبور السفن المحملة حبوبا أوكرانية والتي تشكل إمدادا حيويا لكثير من دول إفريقيا وآسيا. وقال في مقطع مصور إن “أكثر من 150 سفينة لا تزال تنتظر الوفاء بالموجبات الواردة في العقود لشحن منتجاتنا الزراعية. إنه انتظار مصطنع سببه الوحيد أن روسيا تتعمد تأخير عبور السفن”.
إلى ذلك أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الجمعة أنه من الضروري إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة مع روسيا، محذرة من أن الرئيس فلاديمير بوتين عالق في “رؤية غريبة” للعالم.
وقالت كولونا خلال زيارة لواشنطن “نعتقد بشكل قاطع أنه من الضروري الإبقاء على قناة اتصال مع صانعي القرار في روسيا بمن فيهم الرئيس بوتين”.
وأضافت الوزيرة الفرنسية التي كانت تتحدث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن “بوتين ربما يكون معزولا في رؤيته الغريبة جدا للعالم والطريقة التي يمكن أن يدار بها” لكن “تعزيز هذه العزلة لن يكون خيارا جيدا.”
وأضافت “نريد منه أن يسمع عندما نذكر تحليلنا وتقييمنا للأخطاء التي ارتكبها وما يمكنه فعله للتحرك في اتجاه مختلف”.
وأجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محادثات مطولة مع بوتين في إطار جهد غربي فاشل لثنيه عن غزو الدولة المجاورة.
وتحدث ماكرون مع بوتين في الأشهر الأخيرة ونجح في التوصل إلى السماح لبعثة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بالسفر إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تحتلها روسيا في أوكرانيا.
في المقابل، تجنب الرئيس الأميركي جو بايدن الاتصال بنظيره الروسي.
وقالت كولونا إنها ما زالت تأمل في أن يؤدي هذا الجهد إلى منطقة منزوعة السلاح حول المحطة النووية الأكبر في أوروبا. وقالت إنه “من الخطير جدا للعالم استخدامها كمنطقة مواجهة عسكرية”.
وفي ذات السياق طالبت فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا الجمعة في رسالة إلى الأمم المتحدة بإجراء تحقيق “محايد” بشأن طائرات إيرانية مسيرة يقول الغرب إن روسيا تسلمتها في إطار حربها ضد أوكرانيا.
وجاء في الرسالة التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس والموجهة إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن إجراء “تحقيق من جانب فريق الأمانة العامة للأمم المتحدة المسؤول عن تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 2231 سيكون مرحبا به، ونحن مستعدون لدعم عمل الأمانة العامة لإجراء تحقيقها التقني وغير المتحيز”.
ويعتبر الأميركيون والأوروبيون أن تزويد الجمهورية الإسلامية روسيا طائرات مسيّرة يشكّل انتهاكا للقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
وفي رسالتهم، قال السفراء الفرنسي نيكولا دي ريفيير والألماني أنتجي ليندرتسي والبريطاني جيمس كاريوكي إنهم “قلقون جدا حيال نقل إيران طائرات بلا طيار إلى روسيا في انتهاك لقرار مجلس الأمن 2231 (2015)، وهي طائرات بلا طيار تستخدمها روسيا في حربها العدوانية ضد أوكرانيا وفي هجمات على بنى تحتية مدنية ومدن أوكرانية مما يتسبب في مقتل مدنيين أبرياء”.
واتهم الغرب طهران منذ أيام بتزويد روسيا طائرات انتحارية بلا طيار. كما تحدث البيت الأبيض الخميس عن وجود جنود إيرانيين في شبه جزيرة القرم لمساعدة الروس في التعامل مع هذه الطائرات.
ونفت موسكو وطهران بشدة الأربعاء في ختام جلسة مغلقة لمجلس الأمن وجود أي شراكة بشأن هذه الطائرات وهي من طراز شاهد-136 وشاهد-131.
وطالب السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دي ريفيير “إيران بأن توقف فورا كل أشكال الدعم للحرب العدوانية التي تشنها روسيا على أوكرانيا”، مضيفا أن “استخدام القوات المسلحة الروسية طائرات إيرانية بلا طيار في أوكرانيا بات الآن موثقا بشكل ثابت”.
في المقابل قال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا “اليوم تحاول أوكرانيا وداعموها الغربيون مجددا نشر معلومات مضللة حول الإمداد المزعوم لروسيا بطائرات إيرانية بلا طيار”، محذرا الأمانة العامة للمنظمة الدولية من مغبة “التورط في هذا العمل القذر” في إشارة منه إلى مسألة التحقيق حول الطائرات بلا طيار.
Discussion about this post