حلب – آلاء الشهابي
في ظاهرة فنية تعتبر الأولى من نوعها في حلب، تحولت فيها ساحة الحطب من ساحة معارك لساحة فن، وهي من أقدم ساحات مدينة حلب في وسط حي “الجديدة” القديم.
فنانون سوريون يقدمون أكثر من ٢٨ عمل فني مجهز في الفراغ بحلب بعد ستة أشهر من إقامته بدمشق القديمة وحصده الكثير من الآراء الإيجابية.
فكرة المشروع الذي قدمته “بثينة علي” مُدَرِّسة في كلية الفنون الجميلة بدمشق كان مخططاً له منذ ٢٠١٠ تحت جسر الرئيس بدمشق لكن الحرب أوقفت تنفيذه، واعتمدت على فن التجهيز في الفراغ وشَغِل الصوت والإضاءة مساحة جيدة فيه، وهذا ما ساعد على خلق جو عام ساهم في إيصال الفكرة للمتلقي.
وكان التركيز على الحمامة لأنها طائر يرمز للسلام والمحبة فمن خلالها نوصل رسالة للعالم من شباب عانوا مرارة الحرب، ويريدون أن يعود وطنهم ساحة للأمن والحب والسلام.
منذ لحظة دخولك الأولى تعود بك الذاكرة إلى تفاصيل الحرب، وما مر علينا من ألم وفقد وحزن وخراب وموت؛ تقف أمام كل عمل فني تتأمل تفاصيله بكل عناية لتعرف ما هي الرسالة الموجهة فيه.
وأول ما تصادفه لحظة دخولك من ساحة فرحات طاولة خشبية فوقها حمائم بيضاء تحمل صحوناً معدنية فارغة من عمل الفنان بيير حاماتي بعنوان: “العشاء السري”.
ثم وفي وسط ساحة الحطب نجد مجموعة كبيرة من الأعمدة الإسمنتية، حفر على كل منها اسم قامة من قامات حلب الفكرية والأدبية والفنية، التي تشكل جزءاً من تاريخ هذه المدينة، ومضاءٌ من الداخل لتبرز الأسماء كل منها تحمله حمامة من عمل الفنانة “ياسمين علي” بعنوان: “كان هناك…”
وحمل مشروع دانا سلامة بعنوان “من أنا؟” والذي قامت فكرته على الاختلاف والتضاد في مكونات الحياة مستخدمة أشكالاً لطائري الحمام والغراب لإيصال فكرة أن الأفراد المختلفين بأفكارهم ينبذهم وسطهم المحيط.
كل ذلك وأكثر نجده في معرض “كان يا مكان” ياحلب المستمر حتى بداية الشهر القادم.
تصوير تقى الآغا
Discussion about this post