إيلون ماسك المِلياردير الأمريكي الذي تُقدّر ثروته بحواليّ 248 مِليار دولار وجعلته يحتل مرتبة أغنى رجل في العالم (عُمره 51 عامًا) فجّر قبل يومين قُنبلةً من العِيار الثّقيل حول الحرب الأوكرانيّة وكيفيّة وقفها أثارت رُدود فِعلٍ غاضبة من قِبَل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والعديد من أتباعه، سواءً داخِل أوكرانيا أو في العالم بأسْره.
ماسك الرّجل الذي يتّسم في نظر مُحبّيه الكُثُر بالشّجاعة والجُرأة، طرح على مُتابعيه على “التويتر” الذين يَبلُغ تِعدادهم حواليّ 108 مِليون مُتابع التّفكير في خطّةٍ لإنهاء الحرب الروسيّة في أوكرانيا، واقترح في إحدى تغريداته الاعتِراف بضمّ روسيا لشِبه جزيرة القِرم التي قال إنّها روسيّة، وإجراء انتخابات تحت إشراف الأُمم المتّحدة في الأقاليم الأربعة التي ضمّتها روسيا بعد استِطلاعٍ شعبيٍّ لتقرير مصيرها، وأكّد أنّ أوكرانيا يجب أن تظل مُحايدةً ولا تنضمّ لحِلف الناتو.
زيلينسكي “الدّيمقراطي” شنّ هُجومًا شَرِسًا على المِلياردير الأمريكي، واتّهمه بدَعمِ روسيا، وردّ عليه باستِطلاعٍ على “التويتر” يقول “أيّ من إيلون ماسك تُحِب أكثر دعم أوكرانيا أم دعم روسيا؟”.
المِلياردير ماسك الذي عُرِفْ بمواقفه الرّافضة للحرب والمُنحازة للسّلام ووقف الحرب الأوكرانيّة بأسرعِ وقتٍ مُمكن حقنًا للدّماء، وقال في تغريداتٍ سابقةٍ إن عدد سُكّان روسيا ثلاثة أضعاف عدد سُكّان أوكرانيا، لذا فإنّ النّصر لأوكرانيا غير مُرَجَّح في حربٍ شاملة، “فإذا كُنت أنت (يُخاطب أتباعه على التويتر) تهتم بالشّعب الأوكراني أُطلب السّلام فورًا”.
زيلينسكي الذي يُوصف بأنّه دُمية في يَدِ الرئيس الأمريكي جو بايدن، كشف عن سذاجةٍ سياسيّة غير مسبوقة مصحوبة بغطرسة استفزازيّة عندما قال إنّه لن يتفاوض مع روسيا طالما كان بوتين رئيسًا، وتطاول وزير خارجيّته الأوكراني ديمتري كوليبا على المُستشار الألماني أولاف شولتز عندما اتّهم ألمانيا بعدم الرّغبة في إمداد أوكرانيا بالدبّابات الحديثة، فرَدّ عليه المُستشار ردًّا مُهَذَّبًا لقّنه فيه درسًا في السّياسة عندما قال “القِيادة لا تعني أن تفعل ما يُطلَب مِنك، وإنّما تتعلّق بالقرارات الصّحيحة”.
تصريحات المِلياردير ماسك لا تستمدّ أهميّتها من كونه أغنى رجل في العالم، وإنّما لأنها تُعبّر هذه الأيّام عن قطاعٍ واسعٍ من الأمريكيين والأوروبيين يرى عبثيّة هذه الحرب في أوكرانيا، والنّتائج الكارثيّة التي قد تترتّب عليها ويُطالب بكيفيّة وقفها بأسرعِ وَقتٍ مُمكن حتى لا تَجُرّ العالم إلى حربٍ نوويّةٍ مُدمّرة، ولذلك وجدت أصداءً عامّةً مُرَحِّبَةً، انعكست في عشَرات الآلاف من “اللّايكات” والرّدود، المُؤيّدة على حِسابه على “التويتر”.
لا نُجادل مُطلقًا بوجود بعض المُعارضين لمواقف المِلياردير ماسك، ولكن نعترف له بأنّه لم يتردّد في قول رأيه على المَلأ، ويقرع جرس الإنذار، لتبصير العالم بمخاطر سياسة بلاده وتجّار السّلاح فيها، الذين لا يُعيرون اهتمامًا لأرواح النّاس الأبرياء، وسلامة البشريّة من خطر الدّمار الشّامل.
إنّ صرخته هذه هي مُؤشّرٌ قويّ لتزايد احتِمالات انفجار حالة الاحتقان في أوساط الرّأي العام الغربي تُجاه هذه الحرب المُدمّرة، وقَرعِ طُبولها من رئيسٍ يُعاني من أمراض الشّيخوخة ودُميةٍ اسمها زيلينسكي تُحَرّكه عصابة في غُرفةٍ سوداء في واشنطن أرادت توظيف بلاده كأداةٍ في هذه الحرب للحِفاظ على زعامة أمريكا للعالم، وتدمير جميع خُصومها ومُنافسيها من أجلِ تحقيقِ هذا الهدف.
إيلون ماسك يُواجه حاليًّا حملةً شرسةً لشيطنته يقودها زيلينسكي بدَعمٍ من الدّولة الأمريكيّة العميقة، ولا نُبالغ إذا قُلنا إنّ الرأي العام الغربي الذي بات يُعاني من نتائج هذه الحرب أزمات اقتصاديّة طاحنة، وغلاء معيشة، وأزمة طاقة وتضخّم، ومُواجهة الموت تجمّدًا، سينزل إلى الشّوارع في مُظاهراتِ احتجاجٍ غاضبة في الأسابيع والأشهر القليلة القادمة ليس تأييدًا لبوتين، وإنّما غضبًا من الرئيس الأمريكي الذي أشعل فتيلها مُستَخدِمًا أوكرانيا وشعبها كطُعم.. والأيّام بيننا.
“رأي اليوم”
Discussion about this post