فيما تُواصِل حركة (الجهاد الإسلاميّ) قصف إسرائيل بالصواريخ، التي طالت مدينة تل أبيب في مركز الدولة العبريّة، ومُستوطناتِ أخرى بالقرب منها، علاوة على مُستوطنات ما يُسمى بـ”غلاف غزّة”، وفيما يُواصل الاحتلال عدوانه ضدّ قطاع غزّة، عقد رئيس الوزراء الإسرائيليّ، يائير لبيد، اليوم السبت اجتماعًا ثنائيًا مع وزير الأمن بيني غانتس في مقر قيادة الأركان بتل أبيب والمعروف باسم (الكرياه)، ونقل موقع صحيفة (هآرتس) العبريّة الالكترونيّ عن غانتس قوله إنّه أوعز لجيش الاحتلال بمواصلة شنّ الهجوم ضدّ (الجهاد الإسلاميّ) وبنيته التحتيّة في القطاع، لافتًا في ذات الوقت إلى أنّ لبيد سيعقد اجتماعًا للمجلس الوزاريّ-الأمنيّ المُصغر لدراسة الأوضاع والمُستجدّات، إذْ تسود التقديرات الأمنيّة الإسرائيليّة بأنّ الجولة الحاليّة بين إسرائيل وبين (الجهاد) ستستمّر عدّة أيّامٍ على الأقّل، كما نقل الموقع عن مصادر رفيعةٍ جدًا في تل أبيب.
وفي إطار الحملة الإسرائيليّة المسعورة لدقّ الأسافين بين حركتيْ (حماس) وـ(الجهاد الإسلاميّ)، والتركيز في تل أبيب على أنّ حركة المقاومة الإسلاميّة ما زالت تقِف على الجدار ولا تتدّخل في المعركة الحاليّة، انبرى أيضًا الجنرال تمير هايمان، قائد الاستخبارات العسكريّة السابق (حتى حزيران-يونيو من العام 2021)، وأدلى بدلوه في هذه القضيّة، حيثُ قال في حديثٍ مُتلفزٍ لموقع (YNET)، التابِع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، ظهر اليوم السبت، قال إنّ السؤال الجوهريّ هو هل وفي أيّ ظروفٍ ستنضّم حركة (حماس) للقتال مع (الجهاد الإسلاميّ)؟، وردّ قائلاً: إذا قام الجيش الإسرائيليّ بقتل عددٍ كبيرٍ من المواطنين الفلسطينيين المدنيين العزّل في قطاع غزّة، وإذا ازداد الانتقادات لحركة (حماس) بسبب بقائها على الحياد، وتُوجّه لها الاتهامات بالتعاون مع إسرائيل ضدّ أحد تنظيمات المُقاومة، وإذا قام الجيش بمهاجمة المنشآت الخاصّة التابعة لـ(حماس)، وإذا طالت فترة العملية الحالية، فإنّه عندئذ، أضاف الجنرال هايمان، ستضطر (حماس) للانضمام للجولة الحاليّة، على حدّ قوله.
وسأل محلل الشؤون العسكريّة في الموقع رون بن يشاي، الجنرال هايمان حول قيام الجيش بتجنيد 25 ألف جنديّ من الاحتياط للعملية الحاليّة، وهل هذا الأمر يُدلِّل على أنّ الجيش الإسرائيليّ بصدد عمليةٍ بريّةٍ ضدّ قطاع غزّة، فردّ الجنرال الإسرائيليّ بالقول إنّ التخطيط والاستعداد لعمليةٍ بريّةٍ يُناسبان الجولة القادمة، وليست الحاليّة، وأضاف أنّه بحسب الأوضاع الميدانيّة الحالية لا حاجةً لعمليّةٍ بريّةٍ لأنّه لن يُكتَب لها الأمد الطويل، ولأنّه في الظروف الآنية لا معنى لها، على حدّ وصفه.
الجنرال هايمان، تطرّق إلى هدف العملية البريّة القادِمة ضدّ غزّة، فقال:”أنّ العملية البريّة تهدِف لتحقيق عدّة أهدافٍ وليس هدفًا واحِدًا من الناحية الإستراتيجيّة، ولكن من غير المُفيد بتاتًا أنْ أقوم بالتوسّع بالحديث عن العمليّة البريّة الآن، في الوقت الذي نحن بصدد عمليةٍ بريّةٍ في العملية الجارية الآن، حقيقةً، على الجيش أنْ يستعِّد لكي يكون جاهزًا في المعركة القادِمة لتنفيذ عمليةٍ بريّةٍ”، زاعمًا أنّ التوسّع بالحديث عن العملية البريّة من شأنه أنْ يُساعِد العدوّ في الاستعداد لخوضها، كما أكّد.
الجنرال هايمان أضاف أنّ الهدف الرئيسيّ لإسرائيل هو منع حركة (الجهاد الإسلاميّ) من تحقيق إنجازٍ في المعركة على الوعيّ، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ المعركة الحاليّة بدأت في الحرب على كيّ الوعي، عندما تمّ اعتقال الشيخ بسّام السعدي في مخيّم جنين، والإشاعات عن ظروف اعتقاله، والصور التي تمّ نشرها للسعدي وهو رهن الاعتقال لدى الجيش الإسرائيليّ، كلّ هذه الأمور مجتمعةً، أوضح الجنرال هايمان، أدّت إلى التصعيد والوصول إلى الوضع الذي نعيشه في هذه اللحظات، على حدّ قوله.
وخلُص قائد شعبة الاستخبارات العسكريّة السابق، إلى القول إنّ “السواد الأعظم من الإنجازات التي تمّ تسجيلها حتى اللحظة هي إنجازات للجيش الإسرائيليّ، ولكنْ في حال عدم الانضباط وعدم الانصياع لتعليمات الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة من شأنهما أنْ يؤديا لإصاباتٍ في الأرواح، الأمر الذي سيُعتبَر إنجازًا لحركة (الجهاد الإسلاميّ)، وسيكون من المؤسف جدًا منح (الجهاد الإسلاميّ) هديةً وهي عبارة عن إنجاز في معركة على كيّ الوعي”، على حدّ قوله.
-“رأي اليوم”- من زهير اندراوس
Discussion about this post