كتب موقع “الحرة” سلط تقرير لصيحفة نيويورك تايمز الضوء على مشكلة يعاني منها الجيش الأوكراني على الخطوط الأمامية، والتي لا تقل أهمية عن مشكلة المدفعية التي أصبح الجيش في أمس الحاجة إليها في المعارك المستمرة مع القوات الروسية.
ويشير التقرير إلى أن هذه المشكلة تتعلق بنقص معدات الاتصال وتعطلها والتي ظهرت بشدة خلال جولات قتالية هامة، مثل معركة السيطرة على مدينة سيفيرودونيتسك في شرق البلاد.
وتنقل الصحيفة قصة رقيب في الحرس الوطني الأوكراني يقود 15 جنديا يدافعون عن المدينة، لكن لم يكن بحوزتهم سوى جهازي اتصال لاسلكي فقط.
وبسبب فقدان الاتصال، خسر الرقيب ثلاثة من رجاله أمام القوات الروسية التي تقدمت بعد أن عجز عن تحذير زملائه.
وفي الوقت الذي تطالب فيه الحكومة الأوكرانية بمزيد من الأسلحة عالية التقنية لإحداث توازن مع القوات الروسية، فإن المشاكل التي تتعلق بالمعدات الصغيرة والمهمة للغاية مثل أجهزة الاتصالات تقوض قدرة القوات الأوكرانية على الدفاع عن الأراضي التي لاتزال تسيطر عليها في شرق البلاد واستعادة ما فقدته.
وتقول الصحيفة إن هذه المشاكل تشمل تشويش الروس على أجهزة الاتصال، وصعوبة الوصول إلى قياداتهم لطلب الدعم المدفعي، وصعوبة التواصل مع الوحدات المتمركزة في مكان قريب مع بعضها، ما أدى إلى إطلاق القوات الأوكرانية النار على بعضها البعض أحيانا.
ويقول جنود في الوحدات الأوكرانية المدافعة عن شرق البلاد، والمكونة بشكل كبير من وحدات حديثة التشكيل وقليلة الخبرة نسبيا إنهم عادة ما يكونون معزولين، بسبب قلة طرق التواصل مع بعضهم البعض، وكذلك مع القائد الذي يسيطر على المدفعية والدبابات التي تشتد الحاجة إليها.
وفي الأيام الأخيرة من معركة سيفيرودونيتسك، التي انتهت الأسبوع الماضي بانسحاب القوات الأوكرانية إلى مدينة ليسيشانسك المجاورة، واجه الجنود مشاكل كبيرة، وفقا للصحيفة.
وتقول الصحيفة إن فصيلا أوكرانيا كان بحاجة إلى مدفعية لضرب مواقع الدبابات الروسية لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى القائد المباشر، لذلك اتصلوا بجنرال لطلب المساعدة.
وأجرى الجنرال اتصالا لاسلكيا بقائد الوحدةالتابع لها وسأله عما إذا كان يمكنه الاتصال بوحدة المدفعية، لكن الوحدة كانت بحاجة إلى إحداثيات الدبابات.
ولم يكن لدى الجنرال خرائط مناسبة، لذلك طلب من الفصيل تشغيل طائرة بدون طيار للحصول على الإحداثيات، لكن هذا الأمر لم يحدث أيضا.
وقال بعض الجنود إن القوات في وحدات أكثر تخصصا حصلت على أجهزة راديو مشفرة زودتها بها الولايات المتحدة ويمكنها الاتصال ببعضها البعض دون عوائق، لكن التردد العالي عرضهم لاكتشاف الروس لمواقعهم
وقال مستشار غربي في أوكرانيا، طلب من الصحيفة عدم الكشف عن هويته، إن نحو ربع أجهزة الاتصالات اللسلكية الآمنة التي تحتاجها أوكرانيا أرسلتها الولايات المتحدة وحلفاء آخرون.
مايكل كوفمان، مدير الدراسات الروسية في معهد أبحاث “سي أن إيه” في فيرجينيا، أكد للصحيفة أن “القدرة على التنسيق بين أنواع مختلفة من القوات في ساحة المعركة أمر ضروري لكن كلا الجانبين (أوكرانيا وروسيا) يواجهان صعوبات في الاتصالات والقيادة والتحكم الفعالة”.
Discussion about this post