“اهداف واضحة ومحددة “.. لا احد يعرف ما الذي تعنيه بصورة محددة هذه العبارة و التي نقلت على لسان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في محاولة للتعليق على مسار المقترحات المرتبطة بالتاسيس لمشروع حلف النيتو الجديد بين دول المنطقة.
اغلب التقدير ان المسالة لها علاقة بالاجتماع المزمع عقده والذي خلط كل الاوراق بين الرئيس الامريكي جو بايدن ومن وصفوا بانهم زعماء المنطقة وهو اجتماع تم الترتيب له منذ اكثر من شهر وسبقته الكثير من المعطيات التي توحي ضمنا بان تعليمات وتوجيهات امريكية صدرت لكل الدول الصديقة والحليفة في المنطقة خصوصا تلك المرتبطة باتفاقيات تعاون استراتيجي عسكرية مثل السعودية والامارات والبحرين وقطر والاردن بالاستعداد لبناء تحالف جديد.
لا يوجد معلومات محددة عن التحالف الجديد باسم ناتو الشرق الاوسط لكن الحديث عن صيغة حسب مصادر اردنية مطلعه على ورقة اولية بالخصوص اقل من تحالف النيتو المعروف و الاشارة هنا الى ان وزارة الدفاع الامريكية البنتاجون تسعى لتاسيس حالة تنسيق مشترك بين حلفائها في الشرق الاوسط وذلك عبر غرفة عمليات خاصة وعبر توحيد انظمة الرادار في الدفاع الجوي بحيث ترتبط بغرفة عسكرية او غرفة عملياتية واحدة .
سياسيا لا احد يعلم بعد ما الذي يمكن ان تؤدي اليه مثل هذه المقترحات او كيف سيتم تنفيذها لكن الحديث عن العراق ومصر ايضا في السياق والحديث تم خلف الستارة والكواليس مع القيادة الوسطى العسكرية الامريكية التابعة للبنتاجون والتي يزور قائدها الرئيس المنطقة منذ اكثر من عشرة ايام.
كلام القيادة الاردنية في السياق عن ضرورة ان يكون لتلك القوات وغرفة العمليات المشتركة او لاي تجربة للنيتو الخليجي والعربي الشرق الاوسط الجديد اهداف واضحة ومحددة يعني ضمنيا بان الفكرة انتهت تقريبا او طهيت على نار هادئة.
وحظيت بموافقة واقرار جميع الاطراف وما يتبقى هو التفاصيل.
ويبدو ان القيادة الاردنية تدرك بان مواجهة القطار السريع الامريكي الجديد لبناء تحالف عسكري في المنطقة مسالة تعني خسارة كل الادوار والمصالح لا بل مجازفة اكبري.
وبالتالي الافضل هو تحسين شروط وتحديد الاهداف عبر او من داخل ذلك التحالف، الامر الذي يفسر الاشارة الغامزة للعاهل الاردني بخصوص ضرورة توحيد وتحديد الاهداف على ان تكون واضحة.
والمعنى هنا ان عمان على الاقل لا تريد التورط في بناء تحالف عسكري علنا ضد الجمهورية الايرانية لكنه يفترض ان يكون تحالفا براي وتقدير الاردنيين اقرب الى صيغة انظمة دفاع عن دول المنطقة الصديقة للامريكيين و تساعد في توفير الحماية الاقليمية والعسكرية لهم خصوصا اذا ما تطورت المواجهات السياسية الآن الى عسكرية لاحقا بين الولايات المتحدة والدول الغربية وبين الصين وروسيا تحديدا.
وبدا واضحا ان تسارع وتيرة الحديث الناتو شرق الاوسط برزت بعد الزيارة المهمة التي قام بها سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسى الى طهران وتوقيع اتفاقية استراتيجية مع الايرانيين مما يعني ان المنطقة عموما في اتجاه التمحور والتموقع وعلى اسس التحالف الاستراتيجي لا بل العسكري في بعض الاحيان.
تلك مغامرة حذر من الجميع لكن الاردن يناضل بتصريح دبلوماسي ناعم لعاهله من داخل هذه المقترحات على امل تخفيف في حدة اندفاعها وترسيم مسارها بشكل منطقي ومتوازن عبر الحديث عن الاهداف الواضحة والمحددة
رأي اليوم
Discussion about this post