الاكتفاء الذاتي الملاذ الوحيد للتحصن من الأزمات الاقتصادية العالمية

دمشق- الدكتور محمد الجبالي

مع اطلاق التحذيرات التي تشير لإقبال العديد من الدول على أزمة غذائية نتيجة الظروف الدولية الحالية… كان لا بد من التنبه لهذه المؤشرات قبل وقوع أي مضاعفات اخرى على اقتصادنا الوطني … ولا شك أن الاعتماد على الذات هو السبيل الوحيد لمواجهة أي تداعيات عالمية على اقتصادنا…

والجميع يعلم أن الاكتفاء الذاتي للسلع الاستراتيجية يحقق الاطمئنان الاقتصادي، فيعلم أن الاكتفاء الذاتي هو بالمختصر الاستقلال الاقتصادي أو الاقتصاد المغلق الذي لا يعتمد على الانخراط في التجارة الدولية بما يتعلق بالسلع الاساسية والاستراتيجية … وهذا ما كانت عليه سورية منذ سنوات قبل الحرب الظالمة التي شنت عليها .. حيث كانت تتمتع باكتفاء ذاتي بكل المحاصيل الاستيراتيجية بل وكانت تصدر للأسواق الخارجية…

لذا نقترح على الفريق الاقتصادي وضع خطوات تشجيعية وتحفيزية للعاملين في قطاع الزراعة والمواد الأولية المحلية الداخلة بالصناعة باعتبار هذين العنصرين هما مقومات تحقيق استراتيجية تحقيق الإكتفاء الذاتي.

ولا يغيب على أحد أن سورية تملك مقومات الاكتفاء الذاتي لشتى السلع وما تقوم به وزارة الاقتصاد من برنامج إحلال المستوردات هو برهان على ذلك وهي خطوة في الاتجاه الصحيح حيث يتم تأمين السلع محليا بدلا من استيرادها وتتم صناعتها بأيدي وطنية وهذا دليل على أن سورية تملك كل مقومات الاكتفاء من عوامل اقتصادية وأيضا خبرات مهنية…

هناك امثلة لدول  عانت الكثير منها بمشاكل اقتصادية مزمنة بسبب عدم نجاحها في تحقيق الاكتفاء الذاتي .

في المقابل استطاعت بعض الدول التى حققت اكتفاءها الذاتي من الغذاء والزراعة والدواء عبر استرتيجيات وسياسات فعالة من تخفيف العبيء على ميزانيتها وخلق فرص عمل وزيادة النشاط الاقتصادي عبر مشاريع الإكتفاء الذاتي. كما تمنح سياسات الاكتفاء الذاتي فرصة مميزة من أجل الاستفادة مما تتمتع به من ثروات طبيعية كالأراضي الزراعية ، والمياه الجوفية و غيرها من عوامل الإنتاج التى تحتاج إلى  الإرادة والرؤية الثاقبة والسياسات الفعالة من أجل الاستفادة منها في خدمة أهداف التنمية وتطوير حياة الفرد والمجتمع.

فإن الإكتفاء الذاتي هو صمام أمان الدول في ظل عالم مضطرب مشتعل بالأزمات الاقتصادية ..

لذلك يجب ان يتم الحرص على رسم خطط وسياسات تنموية تهدف إلى تحقيق الإكتفاء الذاتي وتهيئته عبر أرضية ثابتة له وذلك بتأمين الطاقه الكهربائية وعلى مدار الساعه للنهوض بدوران العجلة الصناعية والزراعية وحتى الخدمية وذلك لتحقيق التقدم نحو الاكتفاء الذاتي وكبح جماح التدهور الاقتصادي الذي نعاني منه جميعنا ..

ايضا بعد تأمين الطاقة الكهربائية لابد من فتح استثمارات كبيرة من أجل إنجاح هذه الاستراتيجية وتحقيق هدفها المنشود ..