انطلق اليوم، الأربعاء 1 يونيو، بمدينة الرياض، الاجتماع الوزاري المشترك الخامس للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون الخليجي وروسيا، بحضور وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف.
ويأتي الاجتماع (الدورة الـ 152 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي) بمقر مجلس التعاون الخليجي بالعاصمة السعودية، في ظل زيارة يقوم بها الوزير الروسي إلى المملكة العربية السعودية، حيث تعقد أعمال الاجتماع برئاسة الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، وزير الخارجية ورئيس الدورة الحالية، وبمشاركة الدكتور، نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون.
وقال الحجرف إن المجلس الوزاري سوف يبحث عددا من التقارير بشأن متابعة تنفيذ قرارات المجلس التي صدرت سابقا، وكذلك الموضوعات ذات الصلة بالحوارات والعلاقات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والدول والتكتلات العالمية بالإضافة إلى آخر التطورات الإقليمية والدولية، والمستجدات التي تشهدها المنطقة.
الى ذلك قالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرغي لافروف التقى يوم الثلاثاء مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وإن الوزيرين أشادا بمستوى التعاون داخل أوبك+.
وأضافت الوزارة في بيان “أشارا إلى تأثير التعاون الوثيق بين روسيا والسعودية فيما يتعلق باستقرار الأسواق العالمية للهيدروكربونات في هذا القطاع المهم استراتيجيا”.
وأوبك+ تحالف نفطي يضم المنتجين الخليجيين وروسيا ودولا أخرى.
وتأتي الزيارة في وقت تتعرض فيه موسكو لضغوط متزايدة من جانب الولايات المتحدة وحلفائها على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا. وتجدر الإشارة إلى أن الدول الخليجية آثرت الحفاظ على العلاقات مع موسكو ولم تنضم للعقوبات الغربية ضدها.
ونقلت وكالة “بلومبرج” للأنباء اليوم الأربعاء عن بيان للخارجية الروسية أن لافروف ونظيره السعودي فيصل بن فرحان “أشادا بمستوى التعاون ضمن تحالف أوبك بلس”.
كما أشارا إلى جدوى التنسيق الوثيق بين روسيا والسعودية لتحقيق الاستقرار في “سوق الهيدروكربونات حول العالم”.
وكانت وكالة الأنباء السعودية (واس) أفادت بقيام بن فرحان باستقبال لافروف، واكتفت بالقول إن الجانبين استعرضا العلاقات الثنائية وتبادلا وجهات النظر حيال مستجدات الأوضاع في المنطقة والعالم والجهود المبذولة تجاهها.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الغرب يحاول “حشد جميع الدول الأخرى تحت رايته”.
وأضاف لافروف، خلال لقائه مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه: “يجري تشكيل عالم متعدد الأقطاب. يحاول زملاؤنا الغربيون منع هذه العملية. أولئك الراغبون بتوسيع هيمنتهم على جميع المناطق يسعون لحشد جميع البلدان الأخرى تحت راياتهم، باستخدام الوضع في أوكرانيا وما حولها كذريعة” ، حسبما ذكرت وكالة (تاس) الروسية للأنباء.
ووصل لافروف إلى العاصمة السعودية الرياض مساء الثلاثاء قادما من البحرين في زيارة رسمية إلى المملكة ، يجري خلالها مباحثات مع العديد من المسؤولين السعوديين.
بدوره أكد الرئيس، فلاديمير بوتين، إن روسيا في هذا العالم الذي يشهد تغييرا سريعا ستعمل على تعزيز قوتها واستقلالها وسيادتها.
وقال، اليوم الأربعاء، في رسالة بالفيديو بمناسبة اليوم العالمي للطفل: “أنت تعيش وتنمو في وقت ديناميكي للغاية حيث يتغير العالم وبسرعة. أنا متأكد من أن روسيا في هذا العالم المعقد ستعزز قوتها واستقلالها وسيادتها. وهذا العمل ليس في اتجاه معين واحد، سيكون في الاقتصاد والتكنولوجيا والعلوم والعديد من المجالات الأخرى، وتعزيز المجتمع المدني والتعليم الوطني. وأعتقد أن من بينها مجتمع مدني قوي وأنشطة وطنية للشباب”.
وشدد بوتين على أن نجاح البلاد يعتمد على عمل وإنجازات المواطنين الذين تجمعهم القيم المشتركة والثقافة والتقاليد واحترام التاريخ: “الكثير يعتمد عليك حقا، ومبادرتك. إن نجاح أي بلد، كما تعلم، يأتي من العمل، وإنجازات الناس الذين تجمعهم القيم المشتركة، والثقافة، والتقاليد، واحترام التاريخ، والرغبة في المساهمة لتنمية روسيا، فالناس ليسوا بالأقوال، بل بالأفعال، يشاركون ويتشاركون في ما يحدث لمدينتهم وقريتهم ودولتهم ككل”.
وتابع قائلا: “الجيل الحالي لديه كل ما هو ضروري لبناء مستقبل جدير معا: العزيمة، والمسؤولية، والحب للبلد، فضلا عن الرغبة في اكتساب معرفة جديدة ومساعدة الآخرين”.
Discussion about this post