وكالات
شكلت زيارة مجلس القيادة الرئاسي اليمني الى دولة الامارات العربية المتحدة بداية مهمة لعمل المجلس الذي يسعى لإعادة بناء اليمن الذي عصفت به حروب منذ اكثر من ثماني سنوات .
الوفد الرئاسي اليمن الذي ترأسه رشاد العليمي رئيس المجلس وفي ثاني زيارة خارجية له سمع من رئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعداً بأن دولة الامارات ” لن تدخر جهدًا في تقديم كل دعم ممكن لليمن الشقيق على جميع المستويات “نظراً ” للعلاقات علاقات أخوية وتاريخية متينة تربط الإمارات مع اليمن”.
وأشاد رئيس مجلس الرئاسة اليمنية بالأدوار الإماراتية السياسية والعسكرية والإنسانية والإغاثية والتنموية المقدمة لليمن خلال المراحل الماضية، واعتبرها، تجسيدًا للعلاقات الثنائية بين البلدين وما تشهده هذه العلاقات من “تطور ونماء” بحسب ما ذكرت وسائل إعلام يمنية وإماراتية .
سياسيون ومحللون يمنيون ينظرون الى زيارة الوفد الرئاسي اليمني إلى الامارات على أنها بداية قوية لتعزيز دور المجلس نظراً لدور دولة الامارات دورها الفاعل في كل ملفات المنطقة، وقد تعزز دورها كثيرا خلال العقدين الماضيين، وينظر الى محمد بن زايد الذي أصبح رئيسا للدولة بعد وفاة الشيخ خليفة بن زايد هذا الشهر، على انه مهندس هذا الدور وصاحب المبادرة فيه.
ويتوقع الساسة اليمنيون من الشيخ محمد بن زايد أن يعزز مكانة بلاده بشكل أكبر، وهو الأمر الذي يعول عليه كثيرون ليس فقط داخل الامارات بل في دول كثيرة أخرى لاسيما في دولة مثل اليمن، الذي استفاد كثيرا من مبادرات محمد بن زايد طوال الفترة الماضية خصوصا على المستوى الانساني الاقتصادي والعسكري “.
زيارة الوفد الرئاسي اليمني سلطت على أهمية العلاقات الممتدة منذ خمسة عقود، كما تصف مصادر سياسية يمنية منذ تأسيس العلاقات بين البلدين، ظلت هذه العلاقات منسجمة ومزدهرة، لم يشوبها أي توتر، وكانت أبوظبي مؤثرة في المشهد اليمني، إذ كانت وسيطًا موثوقًا لدى الأطراف اليمنية طوال السنوات الماضية، وعملت على حلحلة الكثير من الخلافات أخرها اتفاق الرياض الذي كانت مشاركة فيه وأنهى التوترات التي سادت في صفوف الحكومة اليمنية.
وقدمت الامارات دعماً للاقتصاد اليمني بمليار دولار في شهر نيسان الماضي بعد تدهور قيمة العملة اليمنية أمام العملات الأجنبية. فتح هذا التدهور فصلًا جديدًا من المعاناة على اليمنيين الذين يعيشون أسوأ أزمة إنسانية بسبب الحرب التي تدور في البلاد منذ ثمان سنوات .
وكانت ولا تزال الامارات العربية المتحدة واحدة من أكبر شركاء العمل الإنساني في اليمن ولها دورًا كبيرًا في التخفيف من هذه المعاناة الإنسانية ونفذت عديد مشاريع في مختلف المحافظات اليمنية، وكشفت تقارير للأمم المتحدة، بأن الإمارات تصدرت المركز الأول عالميًا كأكبر دولة مانحة في تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة لليمن خلال عام 2018. وقالت تقارير إمارتية، إن أبوظبي قدمت أيضا قرابة ثلاثة وعشرين مليار درهم لليمن خلال الفترة الممتدة من عام 2015 وحتى عام 2021.
وبحسب تقارير الامم المتحدة فأن المساعدات الاماراتية شملت دعمًا للمؤسسات الحكومية اليمنية، ومشاريع إغاثية وتنموية، وإعادة تأهيل مطارات عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد، وجزيرة سقطرى والريان الدولي بمحافظة حضرموت، وشحنات وقود مقدمة للمحطات الكهربائية في المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية. قدمت الامارات أيضا، محطات كهربائية لهذه المحافظات، بعد أن دُمرت الحرب العديد من المحطات الحكومية أو تضررت بشكل كبير.
الدعم الاماراتي لليمن لا يقتصر على السنوات الماضية بل يمتد لعشرات السنوات تمثل في مشاريع لها رمزية كبيرة في الذاكرة العربية وابرزها إعادة بناء سد مأرب في منتصف ثمانينات القرن الماضي وتعبيد طريق رئيس يربط العاصمة اليمنية صنعاء بمحافظة مأرب، وبناء الآلاف من المساكن للمتضررين من الفيضانات التي اجتاحت محافظتي حضرموت والمهرة أواخر عام 2008، وكذلك، مدن سكنية أخرى للأسر الفقيرة في عدة محافظات أهمها جزيرة سقطرى، فضلًا عن إنشاء مستشفى الشيخ زايد للأمومة والطفولة بالعاصمة صنعاء، وهو المستشفى الأكبر الذي يقدم الخدمات الطبية للأطفال في العاصمة اليمنية.
Discussion about this post