ريف دمشق ….أخبار سوريا والعالم
يثير مشهد /ميسون الفهاد/ وهي تقود الجرار الزراعي وتفلح الأرض فضول كل من يراها ويكتشف أنها تمارس عملا كان ولا يزال حكرا على الرجال كما يمكن اعتبار هذا المشهد عاديا بالنسبة لميسون فالنساء في قريتها جسدوا الحياة التشاركية بين الرجل والمرأة ليرتقوا بواقع أراضيهم نحو الأفضل لذا من البديهي أن ترى امرأة تقود جرارا لتحرث أرضها بأجواء اجتماعية يسودها الضحك والغناء .
وقالت ميسون خلال لقاءها مندوبة موقع أخبار سوريا والعالم في بلدة الديرخبية بريف دمشق // اعمل عمل الرجال لكي أؤمن كل ما يحتاجه اولادي من مـأكل ومشرب وأعيل زوجي الذي يخدم خدمة العلم في محافظة أخرى// لافتة الى أن نساء القرية يعتمدن على أنفسهن وتقمن بكافة الأعمال سواء قيادة الجرارات أو زراعة الأراضي حبا بالمهنة من جهة ومساعدة الزوج من جهة أخرى خاصة في ظل الظروف المعيشية الراهنة .
و منذ صغرها تعلمت /أمنة/ قيادة الجرار الزراعي لأنها كانت تعمل بالحقول الزراعية على مدى سنوات فقد لفتت الى انها استلمت منذ الثمانينيات الجرار الزراعي من وزارة الزراعة ليعينهم على حصاد أراضيها ويوفر عليها الجهد والتعب.
فيما تعمل ميساء خلف /ام محمد/ الى جانب اولادها وعمالها في ارضها المزروعة بالقمح منذ بزوغ الفجر حتى ساعات الظهيرة انطلاقا من ايمانها بان الأرض كلما أعطيتها بحب وتعبت بها تعطيك مردود أفضل تتحدث لكاميرا الموقع بأنهم يعتمدون بالأغلب على زراعة القمح المروي حيث واجهوا العديد من الصعوبات في بداية الموسم بتأمين مادة المازوت ولكنهم تواجهوا هذه الصعوبة مطالبة بتسهيل الحصول على القروض الزراعية للفلاحين ليستطيعوا تامين المواد اللازمة للزراعة من اسمدة ومحروقات ومياه.
بينما قالت /عايشة الفهاد/ إن التغيرات المناخية خيبت آمال الفلاحين إلا أن الموسم لا يزال جيدا رغم تفاوت الإنتاج وجودة المحصول بين أرض وأخرى مشيرة الى أن رحلتها تبدأ منذ ساعات الصباح الباكر و رغم الظروف المناخية السيئة إلا أن الفلاح يصل الليل بالنهار للعناية بمحصوله بعزم وإرادة كبيرين .
ولمادة اليانسون حصة من الأراضي الزراعية في منطقة الديرخبية فقد زرع خالد الشيلاوي مساحة من أرضه الى جانب الثوم والخس والفول والبازلاء مبينا انه ومنذ بداية شهر كانون الثاني يقوم بزراعة اليانسون ويستمر في نكش تربته واضافة السماد له حتى يحين موعد حصاده في شهر تموز من كل عام.
ولفت الشيلاوي الى ان المساحة المزروعة بمادة اليانسون في الديرخبية /2000/ دونم ولكن بعد توقف تصديره انخفضت أسعاره الى النصف تقريبا مما كبد الفلاحين خسائر أكبر بموسمه.
ويعد الوقود من أهم المواد التي تشغل عجلة الإنتاج الزراعي إذ ترتبط به عدة احتياجات أبرزها السقاية والحراثة والنقل وعلى الرغم من أهميته فإن تأمينه أصبح من أكثر المشاكل تعقيدا لمزارعي القرية حيث الكميات الموزعة غير كافية على المزارعين و أسعار الوقود في السوق السوداء تشهد ارتفاعاً كبيرا مما يشكل عبأ على المزارع هذا ما أكده الفلاح /محمد الشيلاوي/الذي أوضح أن فلاحو الديرخبية يعانون من صعوبة العودة لزراعة أراضيهم في ظل غلاء و غياب المستلزمات الزراعية وخاصة مادة المازوت الزراعي والأسمدة والأدوية والمبيدات الحشرية والأعلاف إضافة إلى عدم وجود القروض الميسرة لتأمين الطاقات البديلة.
وأكد الشيلاوي أن الأراضي الزراعية في هذا الوقت تحتاج إلى خطة إنقاذية لاستكمال وإعادة بناء إنتاجها الزراعي فهناك حاجة ماسة للموارد الأساسية إضافة إلى ضرورة التمويل والدعم المخصص للمعالجة والتسويق معتبرا أن الفلاح هو الحلقة الخاسرة في العملية الزراعية .
وطالب الشيلاوي بضرورة تقديم تسهيلات للفلاح تتمثل بتسهيل منح القروض لهم وتأمين مادة المازوت بالكميات المطلوبة لإعادة الانتاج الى ما كان عليه سابقا وتحقيق الاكتفاء الذاتي .
و تعد الزراعة في الوقت الحالي أحد أبرز مكونات التنمية الاقتصادية وأهم عوامل الصمود الاقتصادي وتعمل الجهات المعنية على تقديم كل الدعم اللازم لإعادة زراعة كل متر قابل للزراعة وتقديم منح الزراعات الأسرية والمحاصيل الموسمية ومساعدة الفلاحين لإعادة أراضيهم خضراء كما كانت وتعد محافظة ريف دمشق مصدرا رئيسا لتأمين المنتجات الزراعية النباتية والحيوانية إلى مدينة دمشق والمحافظات الأخرى وتسعى الجهات الحكومية المعنية بتأمين متطلبات إعادة الواقع الزراعي إلى سابق عهده بشكل تدريجي.
Discussion about this post