سنوات الحرب العشرة التي عصفت باليمن تتجه بوصلتها حالياً الى نقل الصراع من شمال اليمن بؤرته الاولى الى جنوبه ، وسط مؤشرات عن تحالفات بين أطراف الصراع فرضتها مجريات الواقع .
اللاعب الابرز في مجريات الحرب هم الحوثيون الذي ينسجون تحالفات في مناطق الجنوب بعد وصولهم الى محافظات جنوبية خسروها منذ سنوات طويلة ، بشكل مفاجئ ودراماتيكي وتبخرت خمسة ألوية عسكرية للقوات الحكومية من تلك المناطق قبيل دخول الحوثيين اليها بساعات، تلك مناطق غنية بالنفط والغاز وهي: بيحان وعسيلان، وعين ومرخة، في محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن، و حريب والجوبة في محافظة مأرب المجاورة .
تقدم الحوثيين وانهيار القوات الحكومية اليمنية بشكل مفاجئ يعيد الى الاذهان مشهد سحب الحكومة قواتها قبل عامين من محيط العاصمة صنعاء وأرسلها جنوبا باتجاه عدن لحرب جديدة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بإنهاء الوحدة مع الشمال .
بعد أن اصبح الحديث عن الوحدة اليمنية وعاصمتها صنعاء من ذكريات الماضي وأقل حضورًا لدى حزب الإصلاح وإخوان اليمن وأصبح التململ من التحالف واضحًا في مأرب، حيث يعتبر سقوطها بيد الحوثيين مبرراً كافيًا لإنهاء التعاون معه وفي حضرموت توجد في سيئون قوة عسكرية تتبع نائب الرئيس اليمني علي محسن تنتظر مهمتها المستقبلية.
بالتأكيد ستفضي التفاهمات بين الإصلاح والحوثيين إلى الاتفاق على صيغة لتقاسم الثروة النفطية والغازية في مأرب وشبوة وحضرموت. وإلى علاقة عسكرية ضمن جبهة واحدة في تعز تستهدف القوات المتواجدة بالساحل الغربي بقيادة طارق صالح، والهجوم على القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي في الضالع ولحج وعدن.
يثبت الأمر بشكل قطعي حديث التفاهمات والاتفاقات المبرمة تحت الطاولات بين الحوثيين والإخوان إذا.
الدلالات في اليمن تقول أن التجمع اليمني للإصلاح ذراع جماعة الإخوان المسلمين يريد تأمين جغرافيا محددة تحت سيطرته، تمكنه من بناء إمارة إخوانية دولة مستقبلية، يصبح قبلها طرفًا في صياغة اتفاق سياسي مع الحوثيين تحدد طبيعة العلاقة بينهما. يمكن رؤية جغرافيا “الإصلاح” على الخارطة الشرقية لليمن، بين مأرب وشبوة وصولاً إلى حضرموت والمهرة وسقطرى.
وبحسب ما تم تسريبه من خارطة التحالفات يسعى حزب الاصلاح الى قيادة معركتين في آن واحد: الأولى ضد الحوثيين شمالا والثانية ضد الجنوبيين جنوبا، لكن سحب قواتها المهيمنة على الجيش الوطني من مناطق شرقي صنعاء ومحافظات الشمال (الجوف، ونهم، والبيضاء، ومعظم محافظة مأرب) وتسليمها في أحيان كثيرة من دون قتال للحوثيين، وقائع تشير إلى اتفاقات طبعت وتطبع التحولات الدراماتيكية في مسار المعارك.
قبل أيام قليلة سقطت مناطق جديدة استراتيجية شرقي اليمن بيد الحوثيين خلال ساعات، وبشكل مفاجئ ودراماتيكي تبخرت خمسة ألوية عسكرية للقوات الحكومية من تلك المناطق قبيل دخول الحوثيين اليها بساعات، وتلك مناطق غنية بالنفط والغاز وهي: بيحان وعسيلان، وعين ومرخة، في محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن، و حريب والجوبة في محافظة مأرب المجاورة
يثبت الأمر بشكل قطعي حديث التفاهمات والاتفاقات المبرمة تحت الطاولات بين الحوثيين والإخوان إذا.
الدلالات في اليمن تقول أن التجمع اليمني للإصلاح ذراع جماعة الإخوان المسلمين يريد تأمين جغرافيا محددة تحت سيطرته، تمكنه من بناء إمارة إخوانية دولة مستقبلية، يصبح قبلها طرفًا في صياغة اتفاق سياسي مع الحوثيين تحدد طبيعة العلاقة بينهما. يمكن رؤية جغرافيا “الإصلاح” على الخارطة الشرقية لليمن، بين مأرب وشبوة وصولاً إلى حضرموت والمهرة و سقطرى.
بالتأكيد ستفضي التفاهمات بين الإصلاح والحوثيين إلى الاتفاق على صيغة لتقاسم الثروة النفطية والغازية في مأرب وشبوة وحضرموت. وإلى علاقة عسكرية ضمن جبهة واحدة في تعز تستهدف القوات المتواجدة بالساحل الغربي بقيادة طارق صالح، والهجوم على القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي في الضالع ولحج وعدن.
استفادة الحوثين والاصلاح من ضبابية الرؤية الامريكية اتجاه المنطقة عموماً واليمن خصوصاً ،اثر طريقة تعامل الإدارة الأمريكية الجديدة في أفغانستان، وطبيعة علاقة هذه الإدارة غير الواضحة مع منطقة الخليج، يمكن فهم المشهد الذي ينتظر اليمن.
والواضح أن الحوثيين والإصلاح أقرب النماذج لطالبان، وأكثر الكيانات السياسية التي احتفت بعودة طالبان إلى أفغانستان.
إن هذا لا يعني بالضرورة أن اليمن ستحكمه سلطة جماعتين دينيتين، لكن الواضح أن البلاد مقبلة على التشظي إلى “كيانات ” متعددة، أبرز اللاعبين فيها الحوثيون والإصلاح كطرف، يقابله الانتقالي وقوات طارق صالح في الساحل الغربي كطرف. وهنا يمكن أن نشير إلى أن كمية الحقد التي يحملها الإصلاح ضد الانتقالي لا توازيها سوى كمية العداء التي يحملها الحوثي لقوات طارق صالح.
وفي هذا المضمار المتكشف تقف الشرعية الضعيفة عاجزة عن تقديم نفسها بصورة مقنعة أمام اليمنيين والعالم، ويبدو الحوثيون والإصلاح أبرز المستفيدين من هذا الواقع .
يستفيد الحوثي من ضعف الشرعية، ويتمسك الإصلاح بالشرعية كمظلة يحقق تحتها مصالحه، ويبني قوته العسكرية والجغرافية، ويناور بها في علاقته مع التحالف، وتبقى مجموعة مستفيدين بالرئاسة ( الرئيس وأنجاله ورجال أعمال مقربين منه) يتعاملون مع الشرعية كشركة استثمارية خاصة.
بالنظر إلى القوة العسكرية لأطراف الصراع بعد سبع سنوات يبدو واضحا أن الأطراف زادت قوتها العسكرية وأصبح لكل طرف جغرافيا خاصة، وموارد مالية، وبين الحين والآخر تفتح الباب للتجنيد والتعبئة.
امام كل ذلك ستطول الحرب باليمن، وبالتأكيد لن يجد التحالف جدوى من الاستمرار في حرب بلا بوصلة. لكن التدخلات الخارجية ستستمر، وسيجد الفرقاء المتحاربون داعمين. والأخطر امتلاك كل الأطراف لمنافذ بحرية وموانئ سيساعد في استمرار التسلح وإطالة أمد رحلة الدم.
سيصبح الموقع الاستراتيجي لليمن نقمة على بلد مثخن بالحرب الأهلية ، وتصبح سواحله الطويلة التي تمتد لأكثر من ألفين كيلومتر ساحة مفتوحة للتهريب، ويصبح أبناؤه ضحايا ، في بلد غالبية تركيبته السكانية طاقة شابة بين 15-25 عاما تصبح هذه الطاقة في ظل البطالة والفقر وغياب الدولة باروداً يغتال اليمن وأبناءه، ويهدد جيرانه.
Discussion about this post