ليس سرا أن سوريا أصبحت مركزاً لمكافحة التجمعات الإرهابية فحسب بل ساحة اختبار لأنوع الأسلحة الجديدة وإعادة توزيع مجالات النفوذ وما يحصل على الاهتمام من قبل المجتمع الدولي.
وبالتالي تناقش وسائل الإعلام الأسلحة التي يستخدمها العسكريون السوريون وحلفاءهم الروس والإيرانيون وأعمالهم الحربية والأخرى.
على سبيل المثال نشرت الوكالات الغربية مقاطع فيديو لاستخدام النظام المدفعي “كراسنوبول” لقوات الجيش العربي السوري مؤخرا. وفي يونيو للعام الجاري أصدرت الصحيفة الأمريكية The National Interest عدة مقالات حول المدرعات والمدفعية الروسية العاملة في القاعدة العسكرية الروسية حميميم في سوريا.
وفي نهاية عام 2020 كتبت الوكالة Voice of America أنه طهران تخطط لتوسيع وجودها العسكري في شرق سوريا. وتلاحظ الصحيفة أنه وتعزز مواقعها في قرى صغيرة في غربي الفرات بالإضافة إلى المعبر الحدودي مع العراق.
فما يبدو ان وسائل الإعلام الأمريكية على دراية كاملة بتزويد وأعمال الجيش السوري وحليفي الرئيس الأسد الإيراني والروسي لأنه تم نشر المعلومات عنهم في جرائد غربية بشكل منهجي منذ بداية الحرب في سوريا.
من غير المرجح أن يحصل الصحافيون على هذه المعلومات بنفسهم لأنها المحظورة. وبذلك لا يتمكن المراسلون الغربيون من العمل في سوريا بسبب لا يعترف البيت الأبيض بالحكومة الرسمية والشرعية في دمشق. ويستنتج من ذلك أن أجهزة المخابرات لواشنطن وراء صدور التحقيقات الصحفية. وفي نفس الوقت تنشر وكالات الأنباء كل معلومات حصرية دون تفقد موثوقيتها لأنه يسعى رؤساء التحرير إلى جذب انتباه الناس. كما قال قطب الإعلامي الأمريكي ويليام راندولف هارست إن أهم معيار للصحيفة هو تداولها.
أحد من الصحافيون الموالون لمخابرات الأمريكية هو رئيس التحرير للمجلة المذكورة أعلاه The National Interest جاكوب هيلبرون وعمل سابقا في The New York Times و Los Angeles Timesو The Wall Street Journalو Washington Postحيث اتهمه القراء بتشوية الحقائق مرارا وتكرارا.
في نفس الوقت صحيفة إلكترونية المونيتور متهمة بنشر المعلومات غير المؤكدة أيضا والتي تخصص بالأحداث في الشرق الأوسط. من الممتع أن مكتب تحرير المونيتور يقع قريب من مقر وكالة المخابرات المركزية في مدينة لانغلي.
وتستخدم أجهزة المخابرات المختلفة ما تسمى وسائل الإعلام المستقلة لنشر المعلومات السرية بسبب عدم إمكانية لنشر هذه المعلومات بنفسها.
وقال مدير وكالة المخابرات المركزية السابق ليون بانيتا إن الأجهزة الأمنية الأمريكية دائما وباستمرار تنفّذ عمليات التأثير عبر وسائل الإعلام الرئيسية. بما في ذلك تجنّد البنتاغون الصحافيين من الدول المختلفة بشكل دائم أيضا من أجل تعزيز الموثوقية للمقالات. ولكنه سيطر الحزب الديمقراطي على وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية بعد الانتخابات في الولايات المتحدة.
يبدو أن جميع المواد الإعلامية التي يتم نشرها عبر الوكالات الكبيرة خلال الأربع سنوات القادمة فستكون نتائجا للعمليات السرية بهدف خلق آراء الأمريكيين الصحيحة حسب العالم عاما و الشرق الأوسط خاصة.
ويمكن الاستخفاف بتلك المنشورات الغربية من قبل دمشق وحلفائها قد يؤدي إلى الأخطاء الاستراتيجية وتشير قراءة متأنية لهذه المواد الإعلامية إلى ضرورة التجديد لنظام أمن المعلومات في القوات المسلحة السورية لأن تسريبها يعرض حياة الجنود والضباط السوريين للخطر والذين يعرف كل شيء عنهم إرهابيو ومتطرفو الدولة وهيئة تحرير الشام من وسائل الإعلام تحت سيطرة أجهزة المخابرات الأمريكية.
عبد الله السامر
Discussion about this post